كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا - السري الرفاء
كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
و مِلْن فأبدَين الغصونَ مَوائِلا
غَدَونَ لنا بالوَصل أُنساً نَواضِراً
و كنَّ مِن الهِجران وَحشاً خَواذِلا
يُحرِّكن أعطافَ العَليلِ صَبابة ً
إذا حرَّكَتْ أعطافُهنّ الغَلائِلا
نَوَين نوى ً لم يَنوِ نَقصَ عُهودِنا
فغادَرنَ أنواعَ الدُّموعِ هَوامِلا
وقَفْنا لتوديعِ الأحبَّة ِ مَوقِفاً
يطولُ علينا أن نَرى منه طَائِلا
وسلَّت ظُبا أسيافِها مُقَلَ الظِّبا
فلستَ تَرى إلا قتيلاًوقاتِلا
و أغيَدَ مُهتزِّ القَوامِ كأنّما
يَهُزُّ قَضِيباً حين يَهتزُّ مائِلا
حَباني بطَيفٍ كان عارفَة َ الهَوى
فعرَّفني شُغلاً عن النَّومِ شاغِلا
فإنْ لا أَرَى الإلفَ الذي كان آلِفاً
هوايَو لا الشَّملَ الذي كان شامِلا
فكمْ ليلة ٍ شمَرتُ للرَّاح رائحاً
و بتُّ لغِزلان الصَّريمِ مُغازِلا
وَ حلَّيتُ كأسي والسماءُ بِحَلْيِها
فما عُطِّلَت حتَّى بدا الأفقُ عاطِلا
هيَ البيدُ عاداتُ الرِّكابِ يَبيدُها
إذا وَصلَت فيها الضُّحى والأَصائِلا
إلى مَعْقِلِ الجُودِ الذي جُعِلَتْ له
صُدورُ العوالي والسيوفُ مَعاقِلا
تَبسَّمَ برقُ الجوِّ فاختالَ لامِعاً
و حلَّ عُقودَ الغَيثِ فارفَضَّ هامِلا
فقُلت عليٌّ منك أعلَى صَنائعاً
إذا ما رجَوناهو أَرجَى مَخائِلا
ربيعٌ تولَّى عن ديارِ ربيعة ٍ
و قد ألبسَ النَّورَ الرُّبا والخمائِلا
فخيَّمَ في أوطانِ بَكرِ بنِ وائلٍ
يقابلُ بالنَّعماءِ بَكراً ووائِلا
فكُنتَ سِناناًحينَ شَمَّرْتَماضياً ؛
و كانت عَدِيٌّ كلُّها لك عامِلا
فأوحشْتَ رَبعاً منهُمُ كانَ آنساً ؛
و خلَّيتَ فَجّاً منهُمُ كان آهِلا
و أجرَيتَ بالتَّلِّ الدِّماءَ فلو جرَت
به الخَيْلُ حولاَ ما أَثَرنَ القساطِلا
لقد أَمِنَ الأَيَّامَ من كانَ خائفاً
و نالَ عُرى الآمالِ من كان آمِلا
بمُشتمِلٍ بالعَدلِ سُلَّت سيوفُه
على الدَّهرِحتى عادَ في الحُكمِ عادِلا
تَحرَّجَ أن يَظْمَا القَنافأعادَه
برُغمِ الأعادي قانيءَ اللَّونِ ناهِلا
إذا حاولَ الأقرانُ في الرَّوعِ خَتلَه
أبرَّ عليهِم مٌقدِماً لا مُخاتِلا
فلَو نَطقَ الدهرُ الذي ليسَ ناطقاً
تَنصَّلَإذ هَزَّت يداه المَناصِلا
سأشكُرُ إِنعامَ الأميرِ وفضلَه
فقد ألبساني أنعُماً وفَضائِلا
غدوتُ وآمالي الظِّماءُ تقودُني
إلى جُودِ كفَّيهِفعادَت نواهِلا
و حلَّيتُ أبكارَ القصائِد باسمِه
و لولاه أضحَت ثَيِّباتٍ عَواطِلا