و ابنة ِ بَرٍّ لم تَبِنْ عَنْ زُهْدِ - السري الرفاء

و ابنة ِ بَرٍّ لم تَبِنْ عَنْ زُهْدِ
أضحى بها البحرُ قريبَ العَهْدِ

تَعافُهو هو زُلالُ الوِردِ
فليسَ تَحبُوهُ بِصَفْوِ الوُدِّ

إلاَّ بِرَبْطٍ عندَه وشَدِّ
لمَّا نَضَتْ مَلاحِفَ الإفْرِنْدِ

و اتَّشَحَتْ منَ الدُّجى بِبُرْدِ
توسَّطَتْ سِكْرَ صَفيحٍ صَلْدِ

و أشبَهَتْ واسطة ً في عِقْدِ
مُطِلَّة ً على رِكابِ الوَفْدِ

كأنَّها أمُّ النَّعامِ الرُّبْدِ
عَجاجُها شَيَّبَ فَوْدَ المُرْدِ

واجدة ٌ بالبَرِّ أيَّ وَجْدِ
تذكَّرَتْ طيبَ ثَراه الجَعْدِ

أَيامَ تُغذَى بجَنى ً كالشَّهْدِ
و لَمْعِ بَرْقٍ وحَنينِ رَعْدِ

فَهيَ تُعيدُ أَنَّة ً وتُبْدي
كما يَئِنُّ مُوثَقٌ في القَيْدِ

لولا امتدادُ الطُّنُبِ المُمْتَدِّ
لَشَمَّرَتْ تَشميرَ ذاتِ الجِدِّ

فصافَحَتْ خَدَّ الثَّرى بخدِّ