كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها - السري الرفاء

كَسَتْكَ الشَّبيبة ُ رَيعانَها
و أهدَتْ لكَ الرَّاحَ رَيحانَها

فَدُمْ للنَّديمِ على عَهْدِهِ
و غادِ المُدامَ ونَدمانَها

فقَد خلَعَ الأُفقُ ثَوْبَ الدُّجى
كما نَضَتِ البِيضُ أجفانَها

و ساقٍ يواجِهُني وجهُهُ
فتَجْعَلُه العَينُ بستانَها

يُتوِّجُ بالكأسِ كَفَّ النَّديمِ
إذا نَظَمَ الماءُ تِيجانَها

فطَوْراً يُوشِّحُ ياقوتَها
و طَوْراً يُرصِّعُ عِقيانَها

رَمَيْتُ بأفراسِها حَلبة ً
مِنَ اللَّهْوِ تُرْهِجُ مَيدانَها

و ديرٍ شُغِفْتُ بِغزلانِه
فكِدْتُ أُقَبِّلُ صُلبانَها

فلما دَجَى اللَّيلُ فرَّجْتُه
برُوحٍ تُحيِّفُ جُثمانَها

بشَمْعٍ أُعِيرَ قُدودَ الرِّماحِ
و سُرْجٍ ذُراها وألوانَها

غُصونٌ من التَّبْرِ قد أَزْهَرَتْ
لهيباً يُزَيِّنُ أفنانَها

فيا حُسنَ أرواحِها في الدُّجى
و قد أكلَتْ فيه أبدانَها

سَكِرتُ بِقُطرُبُّلٍ ليلة ً
صبَوْتُ فغازلْتُ غِزلانَها

و أيُّ ليالي الهَوى أحسنَتْ
إليَّفأَنكرْتُ إِحسانَها