أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها - السري الرفاء

أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
و تَحفَظُها بعدَ النَّوى أَم تُضيعُها

مَهاة ٌو لكنْ للفِراقِ لِقاؤُها؛
و شَمْسٌو لكن للغُروبِ طُلوعُها

تَعُنُّ لنا في مُشرِقاتِ وُجوهِها
إذا هي عنَّت مُظلِماتٍ فروعُها

تُصانِعُ عن أَجيادِها بأَكُفِّها
فيحسُنُ عندَ المُستهامِ صَنيعُها

و لمَّا تَبادَلْنا العِناقَو أعنَقَتْ
دُموعيَ مَمزوجاً بهنَّ دُموعُها

شَكَوْتُ الذي تَشكُو إليَّكأنَّما
تُجِنُّ ضُلوعي ما تُجِنُّ ضُلوعُها

سَلامٌ على الأيامِ تَبيَضُّ بينَها
صَنائِعُمُسوَدُّ العِذارِ شَفيعُها

تَلَفَّتُّ بعدَ الأربعينَو أسرَعَت
عِجالاًفلم يَربَعْ عليَّ رَبِيعُها

و تاجرَة ٍ بالخَمْرِ تُؤثِرُ صَوْنَها
عَنِ البَيعِأو تَلقى الغِنى فتَبيعُها

تُسيلُ فَمَ الزِّقِّ الرَّوِيِّكأنَّه
جِراحَة ُ زِنْجيٍّ يَسيلُ نَجيعُها

إذا زارَها وَفْدُ الرِّضاعِ تَبرَّعَتْ
بِعَذْراءَ لا يَهوى الفِطامَ رضيعُها

فلا طيبَ إلاّ أن يَفوحَ نَسيمُها؛
و لا فجرَ إلا أن يَلوحَ صَديعُها

أَقَمْنا لَدَيْها في رياضٍ أنيقَة ٍ
نَمارِقُها مَوشِيَّة ٌو قُطوعُها

نَروعُ بأسيافِ المُدامِ هُمومَنا
كأنَّا بأَسيافِ الوزيرِ نَروعُها

هُوَ المُزْنَة ُ الغَرَّاءُ طَبَّقَ صَوبُها
إذا المُزنَة ُ الغَرَّاءُ غَبَّ لُمُوعُها

طَلوبٌ لغاياتِ الكِرامِلَحوقُها
رَكوبٌ لأعلامِ النِّجادِ طَلوعُها

إذا متَعَتْ أخلاقُه الغُرُّ خَيَّلَتْ
لعَيْنَيْكَ أنَّ الشَّمسَ راجٍ مُتوعُها

و أزهرَ يَنقادُ الزَّمانُ لأمرِهِ
و تأمُرُهُ زُهْرُ العُلى فيُطيعُها

وَقورُ السَّجايا في النَّدِيِّرَكينُها
شَرودُ العَطايا في المُحولِخَليعُها

إذا سجَدَتْ في الطُّرْسِ أقلامُه اغتَدى
سُجودُ العِدا حمالَهُو رُكوعُها

تُرَوِّعُها أسيافُهفتَشيمُها
بِدَاميَة ِ الأجفانِ نزرٍ هُجوعُها

و كيفَ على هَزِّ السُّيوفِ بَقاؤُها
إذا كانَ مُهتَزُّ اليَراعِ يَروعُها

أَيا سائلي عن شِيمَة ِ الحَسَنِ استَمِعْ
مَحاسِنَ من نَظْمِ الثَّناءِ أُذيعُها

إذا عَدَّ من آلِ المُهَلَّبِ أسرة ً
مَعاقِلُها أسيافُها ودُروعُها

رَأَيتَ العُلا مُنثالَة ً من شِعابِها
عليهو مَجموعاً إليه جميعُها

هُمامٌ وَقى الأَعداءَ من سَطواتِهِ
تَباعُدُها من سُخطِهِفتروعُها

فَعُدَّتُهُ أسيافُهُ ورِماحُهُ
و عُدَّتُها إذعانُها وخُضوعُها

أَعَلَّ صُدورَ السُّمْرِو هو حبيبُها
وحَلَّ شِفارَ البِيضِو هوَ ضَجيعُها

و قد عَلِمَتْ أموالُهُ حينَ سامَها
حِفاظَ المَعالي أنَّه سَيُضيعُها

و مَعرَكَة ٍ يَسْوَدُّ للنَّقعِ أُفقُها
و تَحمَرُّ من فَيْضِ الدِّماءِ رُبوعُها

إذا ازدَحَمَتْ فيها السيوفُ حَسِبتَها
يَنابيعَ ماءٍ ضاقَ عنها وسيعُها

قَسَمْتَ حُميَّا الموتِ بينَ حُماتِها
فراحَ سَواءً جَلْدُها وجَزوعُها

و كم خُطَّة ٍ حاولتَهافاستَطَعْتَها
بِسَيْفِكَو الأيَّامُ لا تَستَطيعُها

إليكَ أَطَرْنا من ديارِ رَبيعَة ٍ
نَعائِمَ في أرضِ العِراقِ وُقوعُها

رَكايبَ تَحدوها الشَّمالُكأنَّها
قِلاعٌإذا أَوْفَتْ عليها قُلوعُها

تَمادى بها السَّيرُ الحَثيثُفلم تَجُلْ
لِبُعْدِ المَدى أغراضُها ونُسوعُها

يزيدُ سَوادُ اللَّيلِ صِبغَ سَوادِها
و لا يَتَجلَّى في الصَّباحِ هَزيعُها

فيذهَبُ منها في سَريعٍ ذَهابُها
و يَرجعُ منها في بَطيءٍ رُجوعُها

تَمُدُّ على الأمواجِ باعاً كأنَّه
يُعانِقُها في مَدِّهِ ويَبوعُها

أُشيعُ عَطاياكَالتي لو سترتُها
لَقامَ الغِنى عنِّي خَطيباً يُشيعُها

و أَصدَعُ بالحُسنى التي طارَ ذِكرُها
و أكبادُ قَوْمٍ تَستَطيرُ صدوعُها

لقد أُولِعَتْ منكَ المَكارِمُ بامرىء ٍ
حَبيبٍ إليه إِلفُها وولوعُها

فمَورِدُها عَذْبُ المياهِ نَمِيرُها
و مَرْبَعُها سَهْلُ الرِّياضِ مَريعُها

قَوافٍإذا كانت دُروعُ مَعاشرٍ
فأنتم حِلَى أجيادِها ودروعُها

تَراءَتْ مَنيعاتٍفلمّا دعوتُها
لمجدِكُمُ أعطى القِيادَ مَنيعُها

و ما زالَ رَيحانُ المديحِ وصُبْحُه
يُضيءُ قُلوباً منكمُ ويَضوعُها