قد وَفَتِ المُزْنُ بميعادِها - السري الرفاء

قد وَفَتِ المُزْنُ بميعادِها
و خَصَّتِ الرَّوْضَ بإسعادِها

و أخمدَتْ شُعْلَة َ إبراقِها
و سكَّنَتْ ضَجَّة َ إرعادِها

و أضحَتِ الأغصانُ قد نُظِّمَت
غَرائبُ الحَلْيِ بأجيادِها

و أوجهُ الأيامِ مُبيَضَّة ٌ
تُخبرُ عن رِقَّة ِ أكبادِها

و العيشُ في طيبِ أثانينها
إذا تفَكَّرْتَ وآحادِها

و قد صَفَتْ بالزَّهَرِ المُجتلى
مَوارِدُ الرَّاحِ لوُرَّادِها

فزُرْ بنا سوداءَ مَصفودَة ً
في غَمْرَة ِ الماءِ بأصفادِها

كأنَّها زِنجيَّة ٌ واصلَتْ
حَنِينَها من ضيقِ أقيادِها

إذا نضَى الصُّبحُ سوادَ الدُّجى
لم يَنْضُ عنها سُودَ أبرادِها

طريقُ مَنْ خافَ لها لُجَّة ً
يقطعُ في أحشاءِ أولادِها