عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا - السري الرفاء

عذَرَ العذولُ فراحَ فيكً مُساعدا
و غَدا الهَوى لهَوى المَشوقِ مُعاهِدا

لَمَّا رأى للبَينِ وَجْداً طارفاً
منهو للهِجرانِ وَجْداً تالِدا

و هوى ً يُرَدِّدُ في مَحاجرِ مُغرَمٍ
دمعاًيكونُ على التَّلدُّدِ شاهِدا

ما ضَرَّ وَسْنَى المُقلَتَينِ لو انَّها
رَدَّتْ على الصَّبِّ الرُّقادَ الشَّارِدا

سَفَرَتْ لهفأَرتْهُ بَدراً طالعاً
و تَمايَلَتْفأَرَتْهُ غُصناً مائدا

و تبسَّمتْفجلَتْ له عن واضحٍ
متألِّقٍ يَجلو الظَّلامَ الرَّاكِدا

حتى إذا وَقَفَتْ لتَوديعِ النَّوى
في مَوقِفٍ يُدني الجوَى المُتباعِدا

نثرَتْ رياحَ الشَّوقِ في وَجَناتِها
من نَرْجِسٍ فوقَ الخُدودِ فَرائِدا

لحظَتْ ربيعَ ربيعِنا آمالُنا
فغدَتْ ركائبُنا إليه قَواصِدا

يَحمِلْنَ للحَسَنِ بنِ عبد اللّهِ في
حُرِّ الحديثِ مآثراً ومحامِدا

بِدَعٌإذا نظمَ الثَّناءُ عقودَها
كانت لأعناقِ الملوكِ قَلائِدا

قُلْ للأميرِ أبي محمدٍ الذي
أضحَى له المجدُ المؤثَّلُ حامِدا

أمَّا الوفودُفإنَّهم قد عايَنوا
قَبْلَ الربيعِ بكَ الربيعَ الوافِدا

يَغشَون من شرقِ البلادِ وغَربِها
بالموصِلِ الزَّهراءِ أروعَ ماجِدا

خشَعَتْ له إنْ بانَ عنها صادراً
و تبسَّمَتْ لما أتاها وَارِدا

فكأنما حَلَّ الرَّبيعُ ربوعَها
فكسا السُّهولة َ والحُزونَ مَجاسِدا

أجرَتْ يداه بها النَّدى فكأنما
أجرى بساحتِها الفُراتَ البَارِدا

مَلِكٌ إذا ما كانَ بادىء َ نِعْمَة ٍ
ألفيْتَه عَجِلاً إليها عائِدا

مُتفرِّدٌ من رأيِه بعَزائمٍ
لو أنهنَّ طَلَعْنَ كنَّ فَراقِدا

و خلائقٍ كالرَّوضِ في رأدِ الضُّحى
تُدني إليه أقاصياً وأباعِدا

يستنصرون على الزَّمانِإذا اعتدى
من لا يزالُ على الزَّمانِ مُساعِدا

جَذلانُ ليسَ على المكارمِ صابراً ؛
يَقظانُ ليسَ عن الكريهة ِ حَائِدا

خُلُقٌ يَسُرُّ النَّاظرينَ ومَنطِقٌ
أبداً يُفيدُ السَّامعين فَوائِدا

و يَدٌ تُعيدُ الماءَ في أقلامِها
جُوداًوتكسو الطِّرْسَ نُوراً حَاشِدا

إن أُلبِسَتْ تُزْهى بك الدُّنيافقد
أصبحْتَ للدُّنيا شِهاباً واقِدا

و بسطْتَ آمالَ العُفاة ِ بهافقد
حَمدُوا نَداكَ مَصادِراً ومَوارِدا

و لَبِسْتَ مجدَكَ بالصَّوارمِ والقَنا
و النَّجمُ ليسَ يراهُ إلا صاعِدا

أدركْتَ ما حاولتَ منه وادِعاً
فَعلَوْتَ مَنْ يَرجُو لَحاقَكَ جَاهِدا

و غدوْتَ رُكناً في الخطوبِ لتَغلِبٍ
و يَداً لها في المكرُماتِ وساعدا