أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ ؛ - السري الرفاء

أَغُرَّتُكَ الشِّهابُ أَمِ النَّهارُ ؛
و راحتُكَ السَّحابُ أَمِ البِحارُ

خُلِقْتَ مَنِيَّة ً ومُنى ًفأضحَتْ
تَمورُ بك البسيطة ُ أو تُمارُ

تُحَلِّي الدينَأو تَحمي حِماه
فأنتَ عليه سُورٌأو سِوارُ

سيوفُكَ من شَكاة ِ الثَّغرِ بُرءٌ
و لكن للعِدا فيها بَوارُ

و كفَّاكَ الغَمامُ الجَوْدُ يَسْري
و في أحشائِه ماءٌ ونارُ

يَسارٌ من سجيَّتِها المَنايا
و يُمنى من عَطيَّتِها اليَسارُ

عَصَفْتَ بحاتمٍ كَرَماً فأضحَى
و جُلُّ فَعالِه المشهورِ عارُ

فقد شَهِدَتْو ما حابَتْكِ طيٌّ
بأنَّ الجُودَ مَعدِنُه نِزارُ

يَحُفُّ الوَفْدَ منك بأَرْيَحيٍّ
تَحُفُّ به السَّكينَة ُ والوَقارُ

و سيفٌ من سيوفِ اللّهِ مُغرًى
بسَفْكِ دِما العِدامنه الفرارُ

و بدرٌ ما استسرَّ البدرُإلا
تعالَى أن يُحيطَ به السِّرارُ

حضَرْناو الملوكُ له قِيامٌ
تَغُضُّ نواظراً فيها انكسارُ

و زُرْنا منه ليثَ الغابِ طَلْقاً
و لم نَر قبلَه ليثاً يُزارُ

فكانَ لجوهرِ المَجدِ انتظامٌ ؛
و كان لجوهرِ الحَمْدِ انتثارُ

بعثْتَ إلى الثُّغورِ سحابَ عدلٍ
و بَذلٍ لا يَغُبُّ له انهمارُ

و أسكنْتَ السكينة َ ساحَتيها
فقرَّتْ بعدَما امتنعَ القَرارُ

و علَّمْتَ النَّفيرَ بها رجالاً
عَداهُم عن عدوِّهمُ نِفارُ

و فِضْتَ على عدوِّهمُفقُلنا
أفاضَ البحرُ أَم سحَّ القُطارُ

مكارمُ يَعجَزُ المُدَّاحُ عنها
فجُلُّ مديحِهم فيها اختصارُ

فعِشتَ مخيَّراً أعلى الأماني
و كان على العدوِّ لك الخِيارُ

و ضيفُكَ للحَيا المنهلِّ ضَيفٌ
و جارُكَ للرَّبيعِ الطَّلْقِ جارُ