ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما - السري الرفاء

ما تَمَّ وَشْكُ البَيْنِ حتّى تَيَّما
و أعادَ عِرفانَ السُّلُوِّ تَوَهُّما

فعَلامَ يَعْصِي الشَّوقَ مُشتاقٌ غَدا
طَوْعَ الصَّبابَة ِأو يُطيعَ اللُّوَّما

يا دارُ لو تَرَكوا الفؤادَ مُسَلَّماً
من حُبِّهِم ما عُجْتُ فيكَ مُسلِّما

بل لو أطاعَ اللَّومَ فيك مُتَيَّمٌ
ما كانَ فيكِ على الهَوى مُتَلوِّما

لم يَبْكِ من حَذَرِ الوُشاة ِو طالما
وَشَّى بأَدْمُعِه رُباكِ ونَمنَما

أيامَ يَنأَى القلبُ من حُرَقِ الهَوى
فإذا دَنَتْ منه خِيامُكِ خَيَّما

ما شَيَّعَتْهُ بدَمْعِها مُقَلُ الدُّمَى
إلا وقد أبكَيْنَ مُقلَتَه دَما

قُضْبٌ تَميلُ قتستَميلُ متَيَّماً
و نواظِرٌ تَسجُوفتَشجُو مُغرَما

و مَهاً تُريكَ اللَّيلَ صُبْحاً مُشْرِقاً
بجمالِهاو الصُّبحَ ليلاً مُظْلِما

لمّا بَدا وجديو كان مُكتَّماً
أَبْدَيْنَ وَجْداً كان فيَّ مُكَتَّما

و نَشَرْنَ مَطْوِيَّ المحاسنِ للنَّوى
فأَرَيْنَنا عُرْساً بذاك ومَأتَما

شرفاً بني فَهْدِ بن أحمَدَإنَّكم
أوفى الملوكِ سماحة ً وتكرُّما

حَكَّمْتُمُ المعروفَ في أموالِكُمْ
و الخوفَ في أعدائِكُمفَتَحَكَّما

و عَلِمْتُمُ أنَّ المَكارِمَ رُتبَة ٌ
مَنْ نالَها كانَ الكريمَ المُعلَما

فحذَتْ بها صِيدُ المُلوكِو فاخرَتْ
بأبي الفوارسِفانتَمَتْ حيثُ انتَمَى

بِمُشَهَّرٍ في الجُودِ يَظْلِمُ مالَه
بنَوالِهفلو استطاعَ تَظَلَّما

و مُقَدَّمٍ جارَى الملوكَ إلى العُلى
فتأخَّرُوا عن شأوِهِ وتقدَّما

بأسٌ كَصَرْفِ الدَّهرِ أشرفَ فاغتدَى
و ندى ً كَصَوْبِ المُزْنِ صُوِّبَ فانهمَى

و إذا ارتدى بالسَّيفِ خَفَّ مَضاؤُه ؛
و إذا ارتدى بالحِلمِ كان يَرَمْرَما

و إذا وَعى مدحاً تَبَسَّمَ ضاحِكاً
و اهتزَّ كالرّمحِ انثَنى وتَقَوَّما

أَعدى الزَّمانَ صَنيعة ًفأعادَه
جَذلانَ بعدَ عُبوسِه مُتَبَسِّما

و غدا أحقَّ بلُبْسِ أَثوابِ العُلَى
و المَجدُ قد تركَ المُهنَّدَ مُحْرِما

فَلْيَهْنَه البُرْءُ الذي أَبرى النَّدى
من دائِه وأراه سَعْداً مُنْجِما

و قصائدٍ يُهْدى إليكَ بِقَصْدِها
فَرَحاًيَكونُ إلى السَّلامَة ِ سُلَّما

يا أيها الملكُ الذي حازَ العُلى
لمّا تَقَسَّمَها الملوكُ تَقَسُّما

ألحَقْتَ بي في الشِّعْرِ خِدْنَيْ لُكْنَة ٍ
بَكَرا ورَاحا في البَلادَة ِ تَوأَما

و أنا الذي دَبَّجْتُ لمّا سبَّجا
و عُرِفْتُ بالإفْصاحِ لمّا استعجَما

أثريتُ في الشّرفِ القديمِو أَعدَما
و نَطَقْتُ بالمَدْحِ الرَّصينِو أُفْحِما

هذاو مَنْ أخَّرْتَ كان مُؤَخَّراً
مناومَنْ قدَّمْتَ كان مُقَدَّما

ما الناسُ إلا شاكراً لكَ نِعْمَة ً
جادَتْ يداك بهافجادَ وأنعَما

أو مادحاًوجدَ المديحَ مُسَيَّراً
ورأى الكلامَ مُصَدِّقاًفتكلَّما