لَمَّا مضَى اليومُ حميداً فانجرَدْ - السري الرفاء

لَمَّا مضَى اليومُ حميداً فانجرَدْ
و نشَرَ اللَّيلُ جَناحاًفرَكَدْ

دَعَوْتُ فِتيانَ الطَّرادِ والطَّرَد
و مارِدُ الخُضرِ على الصَّيْدِ مرَدْ

يَكشِرُ عن مثلِ الحِرابِأو أحدّ
يُقصَدُ في آثاره حيثُ قَصَد

فاحتملوا زُهْرَ مصابيحَ تَقِدْ
و كلَّ صَفراءَ من الصُّفْرِ تُعَدّ

حنَّانَة ٍ في اللَّيلِ من غيرِ كَمَد
كأنَّ ماءَ البئرِ فيها يَطَّرِد

يَقرَعُ للصَّيدِ يلْمومِ الجَسَد
كأنه لولا اسْتِوَا الرأسِ وتَد

فتوقُه الوحشُ صحيحاً إن رَقَد
حتى إذا عايَنَها السِّرْبُ صدَد

مُجِدَّة ٌ تُهدي له الحَيْنَ المُجِدّ
بصَفحة ِ البدرِ ورنَّاتِ الأسَد

فحُيِّرَتْ غِزلانُهفلم تَجِد
و أقبلتْ تركضُ كالسِّربِ الفَرِد

ثم غَشِيناهنَّ أمّاً وولَد
و شادناً يُعطي القِيادَ مَنْ وَجَد

يُورِدُها حوضَ المَنايا فتَرِدْ
فحينَ لاحَ الفجرُ مُنصاتَ العَمَد

و صارَ بحرُ اللَّيلِ ضَحضاحاًثَمَد
خِلْنا المُدى وَرْداً له الوَردُ سَجَد

و أَضحَتِ الأُهبُ شباريقَ قِدَد
كأنها في الرَّوضِ نَظماً وبَدَد

مُصَنْدَلاتُ القُمصِ تُغري وَ تَقِدْ
فنحن والضِّيفانُ في عَيشٍ رَغَد

نعُدُّ للزَّورِ كريماتِ العُدَد
فمثلُنا بمثلِهِنَّ مُستَبِدّ