هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛ - السري الرفاء

هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
و هُمْ أَمَرُوا الأَحشاءَ أن تتضرَّما

تَنادَوا لتفريقِ الفريقِفأَصبَحَتْ
مَدامِعُنا تَنْدَى لفُرقَتِهِم دَما

سلامٌ على مَنْ سارَ قَلبُ مُحبِّه
إليهفلم يَرْجعْ صَحيحاً مُسلَّما

حَبيبٌ حَمانا الكاشحونَ عِناقَه
عَشِيَّة َ راحَ الحَيُّ من أَبرُقِ الحِمى

يَحُلُّ عُقودَ الدُّرِّ دمعاً ومَنْطِقاً
و يَنظِمُها حَلْياً عليه ومَبْسِماً

أماطَ عَنِ العَذْبِ اللِّثامِ لِثامَه
فعادَ بديباجِ الحياءِ مُلَثَّما

و كلَّمني جَفْناهُ بالدَّمعِ خِفْيَة ً
فَهَمَّ غَليلُ الشَّوقِ أن يتكلَّما

فِراقٌ شَرِبْنا الموتَ صِرْفاً بِكأسِهِ
فيا طِيبَهُ لو كانَ صاباً وعَلْقماً

وناعِمَة ٍ تُثْنى على حُسْنِ قدِّها
إذا ما ثَنَّى نَعْمَة ً أو....

دَعَتْني لِشُرْبِ الجاشريَّة ٍ بعدَما
تَوَسَّدْتُ وَرْدَ الزّنْدِ رَوْداً مُهَوِّما

فقلتُ أَدِيري حِلَّهاأو حَرامَها
فليسَ الحَرامُ من يديكِ مُحرَّما

شَرِبْنا على الإحْسانِ والحُسنِ ليلة ً
رَأَيْنا بها الإِحسانَ والحُسنَ تَوأَما

و رَطْبَ لآلي الحَلْيِ لمَّا تَبَسَّمَتْ
إليه مَصابيحُ البُروقِ تَبسَّما

تَضَوَّعَ تَحتَ القَطْرِحتى كأَنَّما
غَدا القَطْرُ يَسقيهِ الرَّحيقَ المُقدَّما

وَ دَيَّمَ صَوبُ المُزْنِ فيهكأنَّه
نَوالُ أبي إسْحَاقَ صَابَ فدَيَّما

أَغَرُّ يَراهُ النَّاسُ غُرَّة َ دَهْرِهِمْ
إذا كان دَهْماءُ البَرِيَّة ِ أَدْهَما

جَوادٌ لو استسقَيْتَ ماءَ شَبابِه
لَحَنَّ به نَوْءٌ عليك وأَرْزَما

إذا ما سَقَتْ يُمْنَاهُ رَيّاًو قُبِّلَتْ
توَهَّمْتَ يُمناه الحطيمَ وزَمزَما

يَصولُ به فردٌإذا ما تنكَّرَت
صروفُ اللَّيالي كان جيشاً عَرَمْرَما

إذا غَمَزَتْ آراؤُه البَغْيَ غَمْزَة ً
تقوَّمَ فيها مَيْلُهُ وتحطَّما

أَيَدْري الغَبيَّانِ اللّذانِ تَناهَبا
مَحاسِنَ شِعْري أيَّ نَهْبٍ تَقَسَّما

و أَيَّ عُقودٍ خُضْتُ سبعة َ أبحُرٍ
لجَوْهَرِها المَنْثورِ حتى تَنَظَّما

أَبيتُ له سِلْمَ السُّهادِإذا عَرا
و حربَ الكَرى حتى يَصِحَّ ويَسلَما

فيَصدُرُ عن رَاووقِ فِكْرٍكأنَّه
يُرَوِّقُ جِريالاً من الخَمْرِ عَنْدَما

فلمَّا غَدا عَضباً صقيلاً وذابِلاً
خَطيراًو ملمومَ السَّراة ِ مُسوَّما

و ثَقَّبَ للأَعناقِ دُرّاً مُفَصَّلاً
و نَشَّرَ للأعطافِ وَشْياً مُسَهَّما

تَهَضَّمَهُ ذِئْبانِ لم يَرَيا له
أخا ثِقَة ٍ يَحميهِ أن يُتَهَضَّما

مُغيرانِلو طافَا على حينِ غفلَة ٍ
من الناسِبالبيتِ الحرامِ لأحرَما

لقد قَصُرَتْ أيديهِما عن مَنالِه
زَماناًو لكن صيَّرا البُهْتَ سُلَّما

فلو ضَمَّهُ بينَ السِّماكَيْنِ مَعْقِلٌ
و دافعَ عنه الحَينُ لم يَنْجُ مِنهُما

و لو مَنَعَتْه أن يُضامَ جَهَنَّمٌ
لَخاضا إليه مُقْدِمَيْنِ جهَنَّما

لقد ظَلَما من كلِّ غَيداءِ حُرَّة ٍ
كَلاماً لو اسطاعَ الكلامَ تَظَلَّما

عَذارَى فمِن مشغوفَة ٍ بحَليلِها
مُتَيَّمَة ٍ تَشتاقُ منه متيما

و معصومَة ٍ إن عايَنَتْ عَيْنَ رِيبَة ٍ
تُلاحِظُها غَطَّتْ بَناناً ومَعصِما

إذا احتازها البَعلُ الجديدُ مُعَرِّساً
أقامت على البَعلِ المُفارقِ مأتَما

سُبينَفباشَرْنَ المَحارِمَ عَنوة ً
و عَزَّ عليها أن تُباشِرَ مَحرَما

و ما لَمَسَ المغرورُ شَوكَة َ عَقْرَبٍ
و لكنه من غِرَّة ٍ فَرَّ أرقَما

و أَخْلِقْ بِكَفٍّ لا تَكَفُّ بَنانُها
عن الرَّقْشِ أن تَرفَضَّ لحماً وأعظُما

يَمينُ الفَتى عُضوٌ عليه مُكَرَّمٌ
فلا تَمتَهِنْ عُضواً عليك مُكَرَّما

لعلَّ وَزيرَ المَلْكِ يَحكُمُ بَيْنَنا
فيُصبحَ فينا مَجهلَ الأمرِ مَعلَما

و إني لأرجو منه صُبحَ قَضِيَّة ٍ
يُمَزِّقُ جِلباباً من الشَّكِّ مُظْلِما

إذا ما بَلَوْتُ الصَّابِئينَ وجدتُهُم
فَرِيقَيْنِصبّاً بالسَّماحِ ومُرغِما

سَحائبُ مَعْروفٍ إذا المَحْلُ أقبلَت
سُنُوهُ وأقمارٌ إذا الخَطْبُ أَظلَما

و كتَّابُ مَلْكٍ لا تَطيشُ سِهامُهُم
إذا فوَّقوا للحادثِ النُّكْرِ أسهُما

دَعَوْتُ أبا إسْحاقَ للعَدْلِ مُنْصِفاً
و رُبَّ فتى ً يَدعوه للبَذلِ مُنعِما

و شيمَتُه أن يَسْتَهل لِظالمٍ
إذا لاذَ مَظلومٌ به مُتَظَلِّما