سلحفاة غوغان - محمد الحارثي

كنتُ في القمر ليلة الرابع عشر.
كنتُ جائعاً وكانت الحُمّى
برداً يرتعد على ذلك الساحل.
كنتُ جائعاً وكانت الطبيعة مُعلّقةً
على مخلب ذروتها في السكينة والصخب.
في الضحكِ الذي تتموج به أشباه الأحجار
المنقطعةِ ابتسامتُها في آخر موجة
في الغروبِ الذي يشبه شُروقاً
والمعدن الممزق في مخلب سرطان.
كنت في الصدى
وكانت الطبيعة في الحصاة التي دفَعتها
الأمواج لتصير سلحفاةً ينقصها الدم
ولا تنقصها النظرة.
سلحفاةٌ من صنيع غوغان..
من صنيع الخالق على الأرجح، من صنيعه
فقط
دنوتُ منها وتناولت من مخبأ السّر،
كاتم الأسرار وفاضحها بيضةً فقستُها في فمي
حتى أفل القمر وعادت الطبيعةُ إلى الله
ظافراً بطيف لغز كان يرعى عشبةً
مهجورةً في الضفاف.