صلاح عبد اللطيف - محمد الحارثي

بعد عشرين سنة من ترحاله المثمر
يضحك في عنب الأصدقاء
كمن لم يذق تـين الألم
وكأساً في مراكش
استبقه إليها أبو نواس.
يصحو في النوم
بقمـيص أحمر
آخذاً فرائسه إلى دمها المنثور
في تـبر الأسرار.
يروي في آخر الجملة
وقته الثمين
بالغيـب والفارزة، سائسـاً
إبريق مخيلتـه
إلى أحسن القصص والأشجار.
مُقـامراً بتعويذة البابليين
في ابتسامة عارمة
تنسـيه فحوى القصة التالية
ثم يهـش قطيع السهرات
بـبرجٍ في الكنيسـة المجاورة
كملك يعترف لأول مرة
بالصرخة الفائضة بين
فَتـاةٍ وفُـتات.
ساهماً عن المارة
في نـيـسّن شتراسّـه
يخدر الفيلة والتماثيل
بحقائب جلدية
يلقيها في الرّايـن
قنطرةً تعبرها قصائد
لم يكتبها بعد.