الرياحين السوداء - محمد الحارثي

أعطيتكم ساعاتي
تمرح بين أيديكم
والرياحين السوداء
تملأ ساحل وجوهكم
بالكسور والأجنحة
بالكلمات
ثقيلة على أكتافكم
كنورس في ظهيرة
لا تحط ولا تطير
تلمع بحبات عرَقها في
أبدان السفن
ودشاديش الحَـمّالين
آتيةً ذاهبة بالبضائع
كأشرعة صغيرة
تُحفز نسمةً على الهبوب
في الفُرضة (التي لم تسافروا منها
بجواز الإمامة) في ساعة مسروقةٍ،
في ضحى ضرير
يطيل لحى الغرباء
بأبجدية معطلة
تُنزف من بئر في كبد البازلت
تروي لعامل في ال P.D.O
قصة اختراع المسبار في أحشائها
الأنابيبَ الممرغة في دورة اليابسة
أنفاسها..
وحشرجةَ العالم.
تروي، كما لو كان ناسياً
هو الآخر أمثولته
ماثلةً بحذافيرها أمام عينيه
ت
ر
ف
ر
ف
بعمائمها البيض في "مدارج الكمال"
تضيء ماءه الأول بهلال من الرمل
في جِدة الحراسيس، أو حادٍ يروي كمن
فقد لسانه في دمعة يوقفها البوليس
بتهمة السقوط في كأس فارغة..
فارغة
حتى من الأمثولتين.