تحليق - محمد الحارثي

التحيةُ للأرض خيراً وشرا
التحيةُ للوقت حُلواً ومُـرا
التحية للصامتين كثيراً على وضعهم
التحية للظهر يرفض مأدبة الانحناء
التحية للأصدقاء يقودون بحراً إلى مجده بالأصابعْ
التحية للشجر العربي على جبلٍ شامخاً ضد أعمدة الكهرباء
التحية للماء يُنجز وعد النخيلات في ليلة من ليالي الحراسة
التحية للحبر يغرسنا في أقاصي الفلكْ
التحية للصمت يفتح بين سريرين باب القداسة
التحية لامرأةٍ أرضعتنا حليب الوله
التحية للعين مفتوحة كعيون السمك
التحية له
التحية لك
التحيةُ لي:
حاملاً في يدي
هذه القنبلة.
شتحلّقُ بي هذه الطائرة
تحلقُ. تبدأ بالشاي بعد الطعام. العطور التي تُشترى. الماء يُعصر من سحب اليوم. أغنية مفرحة
وانعتاق العيون الطفولي في الأجنحة
تقول لنا:
أنتمُ الآن فوق المكان
أنتم الآن فاصلة الوقت بين زمان وبين زمان
أنتم الآن فوق الحدود، وفوق الجنود، وفوق الجدود
الذين يغيبون في حضرة الأضرحة
أنتم الآن، وحدكم الآن، خارج كل الممالكْ
فرسٌ مسرع ضد كل اتجاهٍ
بلا كبوةٍ
وبلا حافرٍ مثقل بالسنابكْ
……………………
………………………………
تحلقُ…
لكنها لا تدافع عنا
أمام رجال الجمارك.