قرنفلة الحب - محمد الحارثي

هذا الفجرُ للصياد العائد من الفجر
بسمكةٍ وقنديل.
لرائحة الذكريات المُـخـمَّرة
في غرفة الأميرة (جنباً إلى جنب مع قُرآنها
الذهبي وأطيافها العائلية المُـرمَّـمة في هامبورغ).
لخطها العربي مُعتـذراً إلى السلطان
عن قرنفلة الحب.
وهذا الفجرُ
للموجة التي خانت أسلافها مرتين
للحياة – السلحفاةِ
في أعين الوقت
للضحكاتِ
والأعيادْ
في نصف الجزيرةِ
للهواء مُلوناً في الباب
للسجن – الجزيرةِ
بين ساريتين..
للمعنى يؤجِـلُ كُنهـهُ
في الحبر والأختام
(حيث جزيرةٌ أخرى..)
وحيث الماءُ تحت الماءِ
يروي صخرةَ الأصفادْ.
وهذا الفجرُ
في متحف القصر
والصلوات الخمس
في الحـانة – الدُكّـان
والزقاق المرصوف
بدولارات الآغاخان
في خطوات العُمانيين الذابلة
كجوازاتهم التنزانية
في عشب المطارات
لصباح الشراع الرمادي
هذا الفجرُ، لم تنفخه المزامير.
للغرباء والسفن
لشحنات القرنفل اليابسة
في دمِ الفُـرضَـة
ولمقعد الحب الذي تركه السلطان
شاهداً على القصيدة والشرفة.
لكنه أيضاً هناك
في أعلام الثورة الملونة
بدموع الأسماك
وأسنان المُـسنِّـين
في المفاتيح والأقفال الثقيلة
تصطادُ سيماء اللصوص
بقوس وسهم بَـرتهُما فكرةُ الغابة
المورقة
بشراعٍ سفينة
رحلت دونما قرنفلة
في ياقةِ الوداع.
كأنما ليطولَ الوقت مرتين
في جناح شمس
لم تسَّـاقط
أسنانُ ريبتها بعد.