كل نهار قبلة .. كل قبلة خطأ - محمد الحارثي

الجدرانُ
وقد فاضت بالمسافة.
الماء
وقد أغلق أدراجه الفضيّة
قطرةً قطرة.
وجهكِ العَـصيّ
بلا وردةٍ خزفية
نكسرها معاً
ونبكي بضحك البيت
كلما رنّـت أجراس الندى
في الحديقة الأسيرة
وانسلّـت
على أصابع القطة
الطاولةُ
والكراسي
القهوةُ لم نشربها بعد.
الساعةُ تسهو عن
الوقت.
لوحةُ ميرو:
حيث نخطئ
كل نهار قبلة
حيث نُصيبُ
كل قبلةٍ خطأ.
حيث لم نكن
حريصَين على المبالغة
في السهو والشجرة
تنقر مثلث الرغبة
بعصافير اليُتم.
حيث اليباس في محفلهِ البكر
وقرن الندم
لم يثـلم البرق
ولم يفتح
صرير النافذة
بابتسامةٍ
تضئ الخطأ
من جبـينه المكسور
بقنيـنة
تهبُّ مع الريح
إن هَبت الروح
في غزالة
أربكتها يدُ الله
منذ القداس الذي وارينـاه
ظل المسجد
وانتشرنا في الخسارة
سمكتين عاريتين
إلا من دم أبـيض
يملأ حوض الـعالم
بالتفاتةٍ زرقاء
تفيض منها السفن
التي لن تعود
بأسمائنا
سليمةً دون كُـسور
في الصرخة.