السيرةُ لم تعد في جزيرة التلغراف - محمد الحارثي

لاحظ الشيخ صقر في أواخر الأربعينات
أن الجيولوجيين يجمعون في أكياسٍ مُـرقَّمة
عيناتٍ من الصخور قُرب مضاربه
لم يجد لذلك تفسيراً، لكنهُ بعد أن
قدم لهم قهوةً وابتسامةً (باردتين؟)
سألهم عن مصير تلك الأكياس؟
أخبروه، دون مُـواربةٍ، أنها ستُـشحنُ
إلى إنكلترا. فاستدرك خطأهُ القاتل وأخفى
في حصنهِ المنيع كنزَ الأحجار ذاك.
لكنّ إدوارد هندرسون (إثر رحلةٍ على سفينة خان صاحب حسين ذات الشراعين والبوصلة الأثرية التي أبعدت خط سيره ثلاثين ميلاً بحرياً عن جزيرة التلغراف) عرفَ من أين تؤكلُ كتفُ الطريق..
عندما استدار على فخذ الخريطة وتغلَّبَ في أقصى الدُّوار والغُبار على آخر عقبةٍ في "فهود":
فهد قبيلة الدروع.
مُبتسماً في غلاف سيرته تلك
أكثر مما ينبغي..
مُبتسماً
بعد أن سَفحَ دمعةَ البئر الأولى.