قميص الضاد - محمد الحارثي

هاهو الدربُ بينهما في الثلاثاء، في هذه الغـرفة، وحيدان في الـكرَز والنافذةِ المـاطرة في الـرُّواقِ المـعتم حيثُ ترنُّ الأساطيرُ والمـفاتيحُ الخشـب.
وها
هُما
في وردةِ
ابتـسامتين
تحت شمـسيةِ الظهيـرة
يمـسحانِ بقايا العـسل
بـمنشفةٍ كـثَّةِ الـوَبر
كقصيدة هـايكو على حـافة المسبح
تنسـى كاتبها المـغمور
وتـغـمرُ وجهها بالماء.
ها
هـما
على هذه الأرض
التي لم تصِـفها سمـكةٌ
تـلبطُ في السوق
ولا تمثالُ قُـرصانٍ
نائمٌ في سـاعة المـيناء
وحيدان
بين الحروف العـارية
من قمـيص الضاد
وحيدان
في الوزنِ..
في القُبلاتِ المطيرةِ
والمئـزرِ الحُـر
لا خُطوةٌ
خارج الدربِ،
مُـنتصفٌ في الحـليبِ
ومنتصفٌ كالنعاسِ المـكوَّرِ
في شفةِ النومِ
والشفةِ المَـعـمعة.
ثُم
موجٌ
من الشرق والغربِ
أغنيةٌ..
وكوخٌ صغيرٌ على ساحلٍ
من القَـصبِ الغـض
والأشـرعة.