أمثولة الجندي - محمد الحارثي

ليسَ مع بابلو هذه المرة،
ليس مع بابلو في هذا المضيق
المضاف إليه طارق بن زياد
وخاتم الأمبراطورية فيما بعد.
ليس مع بابلو. وليس أبداً
في هذا العُـنق ولا في هذه الزجاجةِ التي
في نُقطةٍ مجهـولةٍ تكسر ضوء الضّـفتين
تهتف:
إسبانيا في القلب،
إسبانيا في القلب.
لكنهم عندما فتحوا الحقيبةَ في الضفة الأخرى لم يجدوا سوى دليلِ الأندلس السياحي وقميصين و400 دولار. وعندما فكروا في السجائر تذكـروا أنها تُـهرَّبُ في الاتجاه المعاكس. وعندما أعيتهم الحيلةُ وفكروا من جديد، لم يجدوا حشيشةً مُـهربةً في بطن دولفين بحجم راحة الي
لكنّـما ولاَّدةٌ في القصر
والأهـلون في المـمشى إلى غرناطةٍ
والوردُ في النهرين
والجسرُ المرفرفُ في تَـعـاشيق
الكُـوى
عصفورةٌ طارت
بغُـصن القلب.
واللهُ في القلبينِ قلبٌ
ماءُ زمزمَ
مريمُ العذراءُ
في المنحوتة البيضاء
والإزمـيلْ
كأسٌ
دار فيها الدربُ
والحِـبرُ الذي ما جفَّ
في الصلوات والقنديل.
………………
………………………… إلا أنتَ
من ضاقَ الطريقُ به
ومَـرَّ..
فلم يجد في الضفةِ الأخرى
سوى أمثولة الجندي
ترويها العنابرُ للعنابر: قُل لبابلو (أيِّ بابلو)
لم تعد إسبانيا في القلب.