خنجر الماء - محمد الحارثي

هاهو صديقنا القديم
يخترق آخر متاريسك، أنت الذي بلا
حتى قلعة زجاجية
ماداً مخلبه المعمم بقَـدرٍ
أمضى القيلولة في كأس
منتقياً العين بعين أعمى
ضاغطاً عظامك على حديد
من حذرك
آخذاً معه دموع قرية كاملة
ظنت قبل أمس
أنك من سينحت بإزميل الحكمة
شاهدة آخر قاطنيها
ربما
لأن سدرة السوق
لم تثمر إلا وجهك
وجهك الذي
لا يحتاج عينين
وابتسامةً
ولغزاً ملكياً
وعُمراً لا يتقدم
وجهك الذي فينا خنجر ماء
حسبناه طعنة
نحن الطاعنين في سِـنٍّ
لا يغفره المديح.