هوى الأربعين - مصطفى وهبي التل (عرار)

أهوى ؟ ولات اليوم حين تصابي
وجوى ؟ وقد غمز المشيب شبابي ؟

والأربعون بقضّها وقضيضها
جثمت مزمجرة ، قبالة بابي

يا ميّ ! أشطان الخيال أرثّها
متح الوقائع من معين سرابي

وأزاهر الشوق الملحّ أحالها
لفح السّموم تغضبا بإهابي

فهواك لم يبرح يعطر نشره
مسّ الجنون بحسنك الخلاب

وعيونك السوداء تنظر خلسة
وتشع سحرا من وراء حجاب

لفظتك أحلام الشّباب وأسهبت
في خلع نيرك أيّما اسهاب

فاربع على ضلع الرزانة والحجا
وانعم بمين وقارك الكذاب

وئد الهيام ، وطيش أيام الصبا
ما بين محبرة وبين كتاب

ضربوا " بزيّ " خيامهم وترنحت
طربا لمنزلهم أشمّ هضاب