دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً - الشريف المرتضى

دعى منظري إنْ لم أكنْ لكِ رائعاً
و لا تنظري إلاّ إلى حسنِ مخبري

فإنّي وخيرُ القول ما كان صادقاً
لدي الفخر سباقٌ إلى كلَّ مفخرِ

أُعرِّسُ في دار الحِفاظِ وإنْ نأى
وشَمَّرَ عنها كلُّ ماضٍ مُشمِّرِ

و إن حال قومٌ عن هدى ً وتغيروا
فإنِّي بِسَمْتِ القَصْدِ لم أتغيَّرِ

و أعلمُ أنّ الدهرَ يعبثُ صرفهُ
بما شاءَ من مال البخيل المُقَتِّرِ

فإنّ الردى دينٌ علينا قضاؤهُ
فبينَ مُسقًّى كأسِهِ ومؤخَّرِ

و ليس كقومي في ندى وسماحة ٍ
ولا معشرٌ في يومِ رَوْعٍ كمعشري

هُمُ ضربوا للطَّارقين خيامَهمْ
وهمْ رفعوا النِّيرانَ للمُتَنوِّرِ

و همْ كشفوا يومَ الوغى طخياتهِ
بكلّ طويل الساعدين عشنزرِ

فإنْ كنتِ لا تدرين بأسي ونجدتي
فقومي اسألي عن نَجدتي كلَّ عِثْيَرِ

و كلَّ صفيحٍ بالضرابِ مثلمٍ
وكلَّ وشيجٍ بالطِّعان مكسَّرِ

وأينَ مُقامي إنْ جهلتَ إقامتي
وجدك إلاّ في قطا كلَّ ضمرِ

عذلتَ على تبذير مالي وهل ترى
نجمعُ إلاَّ للجؤور المبذرِ ؟

أفرقهُ من قبل أن حال دونه
رحيليَ عنه بالحِمامِ المقَدَّرِ

ومن قبلِ أنْ أُدْلَى بملساءَ قَفْرَة ٍ
إلى جَدَثٍ ضَنْكِ الجوانبِ أغبرِ

مضى قيصرٌ من بعد كسرى وخليا التلاعب في أموال كسرى وقيصرِ
ـلاعبَ في أموالِ كسرى وقيصرِ

وجالَ الرَّجى في دورِ آلِ مُحرِّقٍ
و زال بأجيالٍ لأبناء منذرِ

ردوا لم يجاورا من حمامٍ سطا بهمْ
بمالٍ عريضٍ أو عديدٍ مُجَمْهَرِ

فبينَ كريمِ المفرقينِ متوجٍ
وبينَ محلَّى المِعْصَمين مُسَوَّرِ

و أصغوا إلى داعي الردى وتهافتوا
تهافُتَ خَوَّارِ الأَباءِ المُسَعَّرِ

وطرَّدهمْ عمّا ابتَنوْه كما هَفَتْ
خريقُ رياحٍ بالسَّحاب الكنَهْوَرِ

أزال فما أبقى لهمء من تكبرٍ
وأخشعَ ما خلَّى لهمْ من تجبُّرِ

وكانوا زماناً بهجة ً لتأمُّلٍ
فآبوا انقلاباً حسرة ً لتذكرِ