جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً - الشريف المرتضى

جنيتُ علينا أيُّها الدّهرُ عامداً
و لم تعتذرْ أني وليس لك العذرُ ؟

و كنتُ متى ما أسأل الدهرَ " حاجة ً "
تكونُ له فيما أتى خَرِسَ الدَّهرُ

بنفسيَ مَنْ لو جاوَدَ القَطرُ بذَّه
أو البحر في فيض الندى خجل البحرُ

و يا منزلاً أمسى به غيرُ أهلهِ
عَدَتْك تحيَّاتٌ ولاجادك القَطْرُ

ولازلتَ مَنْزوعاً منَ الخيرِ كلِّهِ
و لا زال مسنوناً بساحتك الشرُّ

فأينَ الأُلى كانوا بجوِّك نُعَّماً
تدورُ عليهمْ في أباريقِها الخَمرُ 

لنا منهُمُ كلُّ الذي يملكونَهُ
و ليس لهمْ إلاّ المحامدُ والشكرُ

وإنِّي لمُطفٍ بالمعاريضِ غُلَّتي
وبالسرِّ سرِّ القولِ إذ يمكنُ الجهرُ