لأنك سيّدٌ للخلق - نبيلة الخطيب

بحُبّكَ سيّدي سُدنا البرايا
ومَن ضلوا الخُطى ظلوا رقيقا

فمن تبِعَ الهُداة فليس يكبو
وليس كمن إلى الشيطان سيقا

ومن عشِقَ الضياءَ فكيف يعشى
وقد ألِفت بصيرتُه البريقا

لئن تاقت إلى لقياكَ عيني
وبات القلبُ شفافا رقيقا

أمنّي النفسَ أن لنا لقاءً
لعل الله يجمعنا فريقا

سألتك بالذي علاّك شأنا
سألت بمن أنار لك الطريقا

إذا كان الحسابُ فكن شفيعاً
وإن كان المُقام فكن رفيقا

يفارق بعض أهل الأرض خِلاً
وبعض الناس يفتقد الصديقا

وبعضهمُ بلا بيتٍ ومأوى
وبعضهمُ شكا في الحال ضيقا

وفي أعماق بعضِهمُ جراحٌ
وبعضٌ تائه ضلّ الطريقا

وهذا صابرٌ يشتد بأساً
وهذا في الأسى أمسى غريقا

وكل مصائب الدنيا احتوينا
ولكنا اجترعنا الغيظ ريقا

لو ابيَضّت من الآلام عيني
ونهرُ دمي بلا ذنبٍ أريقا

تهونُ عليه عضّات الليالي
وقد بات الفؤادُ لكم عشيقا.

1990م