كُفّوا العزاء - نبيلة الخطيب

خلّي الرفاة …
لكنني أَحسستُ
في جثمانه نبض الحياة
_ لا تحزني
يا أمّ إسماعيلْ..
الخصب فيكِ إلى الأبدْ
والخير فيما تنجبينَ
إلى الأبدْ
_ كفّوا العزاءْ
الجرح أَوْغَل في الكبِدْ
_ يا أمُّ…
أَنّى للحروفِ
إذا جمعناها
اختزال الحزنِ
من قلبٍ فجيعْ ؟
رفقاً بقلبكِ
إنه كالطائر المحبوسِ
أدمى رأسهُ
ضرباً…
يحاول أَنْ يفرَّ
من الضلوعْ
- لا تعذلوني
إن نحرتُ
سنيّ عمري
المثقلاتِ
وما سلوتْ…
فعلى مداها
قد حلمتُ بهِ
وقاسيتُ المخاض لأجلهِ
فاذا به
ميلاد موتْ
* * *
فجر
يا أُمُّ …
هذا الطفلُ
فجرٌ…
قد تلفّع بالضبابْ
والشمس ناعسةٌ
تطلّ عيونُها
من كوّةِ
الكهف الخرابْ
تستلُّ غفوةَ أهلِهِ
فإذا أَفاقَ النائمونْ
وتكحّلت بالنوْرِ حبّاتُ العيونْ
فلتوقِني
يا أُمُّ
أنَّ الصبحَ
آذنَ باقترابْ
فلتوقِني
يا أمُّ
أنَّ الصبحَ
آذنَ باقترابْ .