حال المحب - نبيلة الخطيب

أتاني سائلاً: هل مرّ ركبي؟
وهل شاهدتِ بين الناس صَحبي؟

فهم قومٌ لهم في البال حِلٌ
وما أدراك ما حال المحب

كرام النفس إنّ بهم حياءً
أعزاءٌ فما هانوا لصعب

تواعدنا وكان الوعدُ فجراً
ببيتٍ عامرٍ بالعزِ رحبِ

ولكنّ الظلام أطال مُكثاً
وأبطأ من يبشّر أو ينبّي

وطولُ ترقبي أودى بعزمي
ومرّ صباً رقيقُ الطيف غربي

وداعبت النسائمُ ذيل ثوبي
وقد عبث النعاس بطرْف هدبي

وسلطان الكرى استهواهُ أسري
فطالت غفوتي وأضعتُ عُربي

وما استيقظتُ إلا الفجر ليلاً
بذاك الليلِ لا أسقيتِ كربي

تباعدت الديار ولستُ فيها
وتاهت ناقتي وضللت دربي

فكيف أطيق بعد اليوم هجراً
وقد كانت منازلهم بقربي؟

إذا مروا عليك استوقفيهم
وصُبي الدمع من عينيك صُبّي

وقولي قد غدت في الهم نفسٌ
تجوبُ الأرضَ من تلٍ وشِعبِ

تناديكم فهل منكم مجيبٌ
وتدعوكم فهل منكم ملبِّ

ألا لو جاءني يوماً بشيرٌ
بريح طيِّبٍ فيريح قلبي

يعاودني الرجاءُ بجمع شمل
فذاك من الدنا يا ناس حسبي.

18/9/1989م