في مدخل الصمت - نبيلة الخطيب

يا أبي..
لماذا أناديكَ
لا تستجيب؟
أزورك متعبةً يا أبي
وفي مدخل الصمت
أعقلُ راحلةً من جموح الحنين
وأطرُق بوابةً أقفِلَتْ
في مسار السنين
فافتحْ ذراعيك
خذني إليك
وهَدهِدْ فؤادي قليلا
فإما احترقتَ بأنّات صمتي
أصِخْ يا أبي
لنشيج الوجيب
لتموز أغنيةٌ
خطَّها العمرُ بين السطور
فأوّله كان ذكرى لقاء
وآخره مهلة للعناق الأخير
وعصفورُ صدرك
رفَّ على لجََّة الياسمين
فأروى بنفسجةً في دمي
تحَسَّستُه..
كان يرشح وداً ووردا
ونارُك كانت سلاماً وبردا
وحضنك مهدا
على مرج صدرك
بي يا أبي حاجةٌ للبكاء
وتموز..
يا للشهور التي أتقنت الانقضاء
وتموز..
ما عاد يعرف
من أين يبدأ تكبيرة البدء
بعد انزلاقِ البدايةِ
في مأزقِ الحَجْبِ
قد علمتني حكاياتُ ما بعد تموز
أن الحقيقة مثل الشعاع
الذي ليس فيه التواءْ
وأن انعكاس النجوم
على صفحة الماء
ليس كمثل اشتعالاتها
في السماء
يا أبي..
أحبك جمَّا
أحنّ إليك كثيرا
وما زال صوتك همسَ النجي
وما زال وجهك طيف الحبيب
لماذا إذن يا أبي
تناديك روحي
فلا تستجيب؟
8/8/1999