زائر الخروب - نبيلة الخطيب

ماذا أتى بك
في هزيع الغفلة الأولى
والروحُ سابحةٌ
تجوبُ الشعرَ
ظمأى للرحيق؟
فاجأتني بالصبح
متكئاً على الخروب
ما زال موعدنا بعيدا
ما زلتُ أبحثُ
عن رسوماتٍ تليقُ
بنقش حنّائي
وأجمعُ زهرة الشفق
المُوَشّى بالندى
أهديه للأيام
عقداً من عقيق
أفزعتَ ليلكتي
تلعثمَ مفرقي
متهجياً وجعي
إذِ اشتعل الحريق
ماذا أتى بك
عند منعطف التلَهّف
في عجَل؟
قد كنتُ أتممتُ التيمم
وأقمتُ في محرابيَ الأرقى
أتمتمُ بالأمل
ما زلتُ في تكبيرة التحليل
حين نهرتَ
أسرابَ التأهّبِ
في دمي
حاولتُ إخفاءَ التوجّس
في العروق
فتفلّتتْ منّي
تفاصيلُ الجسد
لمّا تعالى الموجُ
وارتفع الزبَد
وفقدتُ مجذافي
وآخرَ قشّةٍ
أفضى بها حلمُ الوصول
إلى الأبد.