عِقد الروح - نبيلة الخطيب

علّقتُ روحي على صدري بسلسالِ
وبتّ أشفق من وجدي على حالي

أخذتُ نفسي بذنبٍ فيه مقتلُها
والعفوُ أوجعُ من تقطيع أوصالي

ما لي وللنار قد أسكنتُها كبدي؟
ما لي وما لعذابات الجوى ما لي؟

ما لي وللشوق؟ لم أسلم إليه يدي
فكيف أغرقني في موجه العالي؟

ها بتّ كالظبي يهفو حيث مورده
يصطاده الموت وهو الغافل السالي

يا قلب كنتَ رصيناً لا يُشَقّ له
نبضٌ، أبياً، وكم حيّرتَ عُذالي

ماذا دهى الصبرَ هل أقوت مرابعُه؟
فأقفرتْ من حصاد الصبر آمالي

قد أوردَ النفسَ كأساً، في تجَرّعه
قتلي، وفي ردّه قهري وإذلالي

كزهرة الشمس أضحى القلبُ متجهاً
يرنو إلى نوره الأبهى بإجلالِ

لو قَدّ جُرحاً ففي قلبي أطرّزُه
حتى العذاب الذي يسخو به غالي

أو شاءَ هجراً فحتى لا يعاتبه
دمعي أعاجل أجفاني بإسبالِ

أحببتُ نفسي لمّا بات يسكنها
وبينما الناس في فقرٍ غدا مالي

بأحرف النور هذا الحب أنقشه
هي الحضارة إمضاءاتُ أجيالِ

يا نفس قرّي، فما لي توبة أبداً
عن الحياة وعن عشقي لها.. ما لي.