بِالْقَصْرِ مِنْ بَغْدَاذَ لاَ بِطْيَاسِ - سبط ابن التعاويذي

بِالْقَصْرِ مِنْ بَغْدَاذَ لاَ بِطْيَاسِ
أَهْيَفُ مِثْلُ الْغُصُنِ الْمَيَّاسِ

كَالشَّمْسِ مَطْبُوعٌ عَلَى الشِّمَاسِ
يُخجلُهُ ما بي من الوَسْواسِ

ليسَ لجُرحي في هواهُ آسِ
عَداهُ بَلْبالي وما أُقاسي

يُسْكِرُنِي بلحْظِهِ وَالْكَاسِ
سَقاكِ من معالمٍ أَدْراسِ

ورَبْعِ لهوٍ باللِّوى طَمّاسِ
كلُّ مُليثِ الوَدْقِ ذي ارْتِجاسِ

وَلاَ عَدَا يَا ظَبْيَة َ الْكِنَاسِ
عَهْدَ هَوًى لَسْتُ لَهَا بِنَاسِ

أيامَ عُودُ الدهرِ غيرُ عاسِ
مَا وَخَطَتْ يَدُ الْمَشِيبِ رَاسِي

والدهرُ لم ينْكُثْ قُوى أمراسي
وقهوة ٍ من خمرِ بِنتِ راسِ

حَمْرَاءَ تَجْلُو ظُلَمَ الأَغْبَاسِ
رَبِيبَة ِ الْقِسِّيسِ وَالشَّمَّاسِ

عانِسة ٍ تُجلى على الشِّمَاسِ
تروي أحاديثَ أبي نُوَاسِ

تُدَارُ فِي بَاطِيَة ٍ وَطَاسِ
مَعْ رِفْقَة ٍ أَكَارِمٍ أَكْيَاسِ

فِي رَوْضَة ٍ مِسْكِيَّة ِ الأَنْفَاسِ
كأنّها وجَلَّ عنْ قِياسِ

أخلاقُ شمسِ الدينِ ربِّ الباسِ
ابنِ أبي المَضاءِ خيرِ الناسِ

مُحْيِي النَّدَى وَقَاتِلِ الإفْلاَسِ
مُخْجِلٍ صَوْبِ الْعَارِضِ الرَّجَّاسِ

مُنَزَّهِ الْعِرْضِ عَنِ الأَدْنَاسِ
زاكي الفروعِ طاهرِ الأغراسِ

سهْلِ الندى صعبٍ على المِراسِ
فَعْمِ الْحِيَاضِ فَارِغِ الأَكْيَاسِ

نَشْوَتُهُ لِلْحَمْدِ لاَ لِلْكَاسِ
تَخافُهُ الآسادُ في الأَخْياسِ

إنْ خفَّتِ الأحلامُ فهْوَ الراسي
أَوْ مَرِضَ الزَّمَانُ فَهْوَ الآسِي

أَشْوَسُ مِنْ عِصَابَة ٍ أَشْوَاسِ
غَيْرِ رَعَادِيدٍ وَلاَ أَنْكَاسِ

سَاسُوا فَكَانُوا أَحْسَنَ السُّوَّاسِ
وُجُوهُهُمْ فِي اللَّيْلَة ِ الدَّيْمَاسِ

مُضِيئَة ٌ كَالْقَمَرِ النِّبْرَاسِ
كلُّ هِزَبْرٍ للعِدى فَرّاسِ

جَدْلُ حروبٍ بالقَنا دَعّاسِ
فداك نِكْسٌ دَنِسُ اللِّبَاسِ

مُعوَّدٌ ضَراعة َ المَكّاسِ
كَفّاهُ لا تَدِرُّ بالإبْساسِ

عارٍ وأنت بالثناءِ كاسِ
تَلِينُ للمعروفِ وهْوَ قاسِ

راجِيهِ لم يظفرْ بغيرِ الياسِ
قَرَّبْتَنِي وَزِدْتَ فِي إينَاسِي

وَصُنْتَنِي عَنْ مَعْشَرٍ أَجْبَاسِ
مَا فِيهِمِ سَمْحٌ وَلاَ مُؤَاسِ

والموتُ خيرٌ من سؤالِ الناسِ
بقِيتَ لي وللندى والباسِ

ما رَسَتِ الشوامخُ الرَّواسي
عَالِي الْبِنَاءِ ثَابِتَ الأَسَاسِ