فديتك - نبيلة الخطيب

لماذا توصدُ الأبوابَ دوني
وتنساني، فيقتلني حنيني

أفرّ إليك من وجع الليالي
وقد أدمت ضراوتُها سنيني

فبي شوقٌ إلى همْس الدوالي
وبي وجدٌ يطارحه جنوني

يُحيطُ الموتُ، والأيام نشوى
تضجّ بنا فنغرق في السكون

أتنتحل المُنى شكلَ المنايا؟
وتمتشقُ الرؤى لونَ العيون؟

أزمّ بي النوازف أحتويها
فتضرب في العروق وتحتويني

فكيف تذودُ عني بعض طيفي؟
وكيف تقيمُ في ذاتي بدوني؟

أما أودعتُ نبضكَ في عروقي؟
وخطّ الله وعدَك في جبيني؟

فتصحو إذ يؤذن ديكُ قلبي
وتغضي عندما تغفو جفوني

ونقتسم الرؤى صحواً ونوماً
وفي عينيك قد نامت شجوني

وتنبئني بما تخفيه نفسي
وتشتف الحقائق من ظنوني

وإني حين يظمأ فيك عرقٌ
أصُبّ الروح علك ترتويني

فلا والله لستَ شقيق روحي
ولا نصفي اليسارَ ولا يميني

ولكن- يا فديتك - أنت روحي
وإني إذ فديتك أفتديني.

عمّان

4/8/1999