هجرٌ وصالك - نبيلة الخطيب

رُدي إليك بهاء وجهك
قد أثرتِ بيَ الشجنْ
فرضابك المعسول
أشرى بين أوصالي
الحرائقَ والفتن
أدمنتُ حبكِ واعتنقتك
ومضيت ألهث خلف طيفِك
ولقد وهبتك جلَّ عمري
أنكرتِني..وسلبتِ مني جذوتي
مُرّ فراتُك
غائرٌ ماء الحياة
إلى قرار الموتِ
في كَنف السرابْ
والشامخاتُ من القصور
برغم زينتها..
خرابْ
والناضجات الذائبات على غصونك
بين أضراسي
ترابْ
تتسترين ببعض ثوبٍ
شفَّ عن عُري الجسد
تتناثرين على دروب المارقينْ
وتحدّقين لتبحثي عن زاهدٍ
عافتك رغبته
فولى وجهَه شطر السماءْ
تتمنعين.. وتمنحينْ
فلئن منعتِ
وإن منحتِ
فليس إلا لابتلاء
فإذا أتى مستسلماً
جرّدتِه من نفسه
ونفضته مثل الغبارْ
وسلبته تاج الوقار
وسكبتِ في أعصابه ثلجاً
فشبَّت في هشيم الروح نار
عافتكِ نفسي
فاصرفي عني جنونك
أنا لست دميتك التي تتخيرين ثيابها
كي تنزعيها
كلما أملتْ عليك الرغبة العمياءُ
إيذاناً بجَلدي
ثم تلقي بي وقد عرّيتِني
بين الحطام..
كالسابقينْ
يا أنت..
يا معشوقة المتهالكين الأشقياء
تتقلبين كما الفصولْ
تمضين بالساعي إليك
إلى الفناء
إني بريءٌ منكِ داراً
تَهجُرين وتُهجَرين
صَدق الذي سمَّاكِ
منذ البدء..
دنيا.