فجر - نبيلة الخطيب

يا أُمُّ …
هذا الطفلُ
فجرٌ…
قد تلفّع بالضبابْ
والشمس ناعسةٌ
تطلّ عيونُها
من كوّةِ
الكهف الخرابْ
تستلُّ غفوةَ أهلِهِ
فإذا أَفاقَ النائمونْ
وتكحّلت بالنوْرِ حبّاتُ العيونْ
فلتوقِني
يا أُمُّ
أنَّ الصبحَ
آذنَ باقترابْ
فلتوقِني
يا أمُّ
أنَّ الصبحَ
آذنَ باقترابْ .
صبا البادان
ميلاد موت
مُعاناة
هذا الأنينُ
يُذيب أحشاء السكونْ
صبراً…
فقد أَوشكتِ
أَنْ تضعي الجنينْ
صبراً
فهذي لحظةٌ
يصحو لها
العقل المضرَّج بالجنونْ
هي فرحةٌ
تطفو ببهجتها
على كل الشجونْ
لا تصرخي
ودعي الصراخَ
لمن سيولدُ بعد حينْ
صبراً…
فقد طالت
سنون العقم فينا
مثلما الصفصاف كنّا…
لا ثمارْ
لكنه في الماء مغروسٌ
ومغروسٌ بنا
قحطٌ وعارْ
لا تصرخي
هو هكذا الميلادْ
تتفتَّتُ الأضلاع منهُ
على حدود الصبرْ
ويجفُّ ريق البحرْ..
هو هكذا الميلادُ
أول خطوةٍ في درب عمرْ
شُقّي ستار الليلِ…
ثوب النومِ
أغطية السريرْ
وتماسكي
إن هاج وحشُ الموت
مبقيةً على روح الصغيرْ
وتجلّدي…
ليس انشقاق النفسِ
بالأمر اليسيرْ..
هو هكذا الميلادْ..
كتفجُّر الماء الزلالِ
مُصدّعا قلب الصخورْ