ولقد ألفت نفارها وهويتها - عماد الدين الأصبهاني

ولقد ألفت نفارها وهويتها
إذ ليس ينكر للظباء نفار

يا جارة للقلب جائرة دعي
ظلمي وإلا قلت جار الجار

قلبي كطرفي ما يفيق إفاقة
سكران ما دارت عليه عقار

صب بصب الدمع محترق الحشا
خطرت ببال بلائه الأخطار

لم يخش من خطر الهوى حتى حمى
ذاك القوام شبيهه الخطار

يذري الدموع كأنهن عواف
لابن المملك شيركوه غزار

من آل شاذي الشائدين بنا العلى
أركانهن لها ذم وشفار

حسنت بهم للدولة الأيام
والأعمال والأحوال والآثار

قد حاز ملك الشام يوسف الذي
في مصر تغبط عصره الأعصار

نصر الهدى فتوطد الإسلام في
أيامه وتضعضع الكفار

وكتيبة مثل الرياض كأنما
راياتها منشورة أزهار

وكأنما خضر البيارق للقنا
ورق وهامات العداة ثمار

وكمائم الأغماد عن زهر الظبى
فتقت فكل صقيلة نوار

وعلى شعاع الشمس لمع حديدها
يبدو كما يعلو اللجين نضار

عبيتها بعزيمة مشفوعة
بالنصر منك تعينها الأقدار

لما لقيت جموعهم منظومة
صيرت ذاك النظم وهو نثار

في حالتي جود وبأس لم يزل
للتبر والأعداء منك تبار

تهب الألوف ولا تهاب ألوفهم
هان العدو عليك والدينار

لما جرى العاصي هنالك طائعا
بدمائهم فخرت به الأنهار

وتحطمت عند القرون قرونهم
بل كلت الأنياب والأظفار

عبروا المعرة مالكين معرة
والعار يملك تارة ويعار

أو ما كفاهم يوم حمص وكفهم
في بعلبك بمثلها الإنذار

أهلي بجلق والعراق مراقبو
حالي وطرف رجائهم نظار

بادرت نحوك بالرجاء مؤملا
ليكون منك إلى النجاح بدار

وقطعت أبواب الملوك إليكم
والصفو تحجز دونه الأكدار