لقد بسط الإحسان والعدل في الأرض - عماد الدين الأصبهاني

لقد بسط الإحسان والعدل في الأرض
إمام بحكم الله في خلقه يقضي

أفاد المنايا والمنى فوليه
غدا للمنى يقضي وحاسده يقضي

مهيب يغض الطرف دون لقائه
يغض حياء وهو في الحق لا يغضي

أفي يوسف المستنجد الله قوله
كذلك مكنا ليوسف في الأرض

ألا إن أمرا ليس يبرم باسمه
فإبرامه يفضي سريعا إلى النقض

وختم دوام الملك فيه فللتقى
على ملكه ختم يجل عن الفض

لسيب وسيف كفه حالتي ندى
وبأس فما تخلو من البسط والقبض

صرائمه في الحادثات صوارم
إذا نبت الآراء عن كشفها تمضي

بحزم لأسرار المقادير مقتض
وعزم لأبكار الحوادث مفتض

إمام له ما يسخط الله مسخط
وما غير ما يرضي الإله له مرض

لك النور موصولا بنور محمد
أضاءت به الأنساب عن شرف محض

وظلك في شرق البلاد وغربها
مديد على طول البسيطة والعرض

أنمت عباد الله أمنا فلم تدع
عيون العدى رعبا تكحل بالغمض

فعهد الأعادي قالص الظل منقض
ونجم الموالي طالع غير منقض

لقد فرضت منك النوافل شكرها
على الناس حتى قابلوا النفل بالغرض

وما الفرق بين الرشد والغي في الورى
سوى حبكم في طاعة الله والبغض

رفعت منار الدين عدلا فأهله
من العز في رفع وبالعيش في خفض

بخيل كمثل العارض السح كثرة
تضيق صدور البيد عنها لدى العرض

معودة خوض النجيع من العدى
إذا انتجعته ألسن السمر بالوخض

إذا حفيت منها النعال تنعلت
بهام عدي رضت بها أيما رض

حوافر خيل ودت الصيد أنها
تكحل منها بالغبار لدى النفض

عوارضكم نابت عن العارض الروي
وآراؤكم أغنت عن الجحفل العرض

عدوك مرفوض بمجهل حيرة
لقى كل سيل من عقابك مرفض

عقابك أوهاه فأصبح ناكصا
على عقبيه ماله منة النكض

لشانئكم قلب من الرعب خافق
ومن وهج الحمى ترى سرعة النبض

وما صدقت إلا بوارق عدلكم
أوان بروق الظلم صادقة الومض

ويحيا ليحيى كل حق قضى وهل
قضى غيركم ما كان للدين من قرض

وزير بأعباء الممالك ناهض
إذا عجزت شم الرواسي عن النهض

مشتت شمل للهى غير منفض
وجامع شمل للعلى غير منفض

وعزم كحد الصارم السيف منتضى
نضوت به ثوب الغبار الذي ينضي

رجوت أمير المؤمنين رجاء من
إلى كل مقصود به قصده يفضي

وأشكو إليه نائبات نيوبها
نوابت في عظمي ثوابت في نحضي

ومنكرة إن عضني ناب نائب
أما عرفت عودي صليبا على العض

تحض على نشدان حظ فقدته
إذا الحظ لم ينفع فلا نفع في الحض

يكلفها حب السلامة أنها
تكلفني حب القناعة والغض

لقد صدقت إن القناعة والتقى
لأصون في الحالين للدين والعرض

تقول إلام السعي في الرزق راكضا
ورزقك محتوم وعمرك في ركض

ولو كانت الأرزاق بالسعي لم يكن
غنى العز معقولا ولا فاقة العض

إن كان هذا البحر جما نميره
ففيم اقتناعي عنه بالوشل البرض

كفى شرفا في عصر يوسف أنني
لبست جديد العز في الزمن الغض

لساني وقلبي في ولائك والثنا
عليك فها بعضي يغار من البعض

لسودني تسويد مدحك في الورى
فإضت بوجه من ولائك مبيض

وما كل شعر مثل شعري فيكم
ومن ذا يقيس البازل العود بالنقض

وما عز حتى هان شعر ابن هانئ
وللسنة الغراء عز على الرفض