الدين في ظلم لغيبة نوره - عماد الدين الأصبهاني

الدين في ظلم لغيبة نوره
والدهر في غم لفقد أميره

فليندب الإسلام حامي أهله
والشام حافظ ملكه وثغوره

ما أعظم المقدار في أخطاره
إذ كان هذا الخطب في مقدوره

ما أكثر المتأسفين لفقد من
قرت نواظرهم بفقد نظيره

ما أعوص الإنسان في نسيانه
أو ما كفاه الموت في تذكيره

من للمساجد والمدارس بانيا
لله طوعا عن خلوص ضميره

ومن ينصر الإسلام في غزواته
فلقد أصيب بركنه وظهيره

من للفرنج من لأسر ملوكها
من للهدى يبغي فكاك أسيره

من للخطوب مذللا لجماحها
من للزمان مسهلا لوعوره

من كاشف للمعضلات برأيه
من مشرق في الداجيات بنوره

من للكريم ومن لنعش عثاره
من لليتيم ومن لجبر كسيره

من للبلاد ومن لنصر جيوشها
من للجهاد ومن لحفظ أموره

من للفتوح محاولا أبكارها
برواحه في غزوه وبكوره

من للعلى وعهودها من للندى
ووفوده من للحجا ووفوره

ما كنت أحسب نور دين محمد
يخبو وليل الشرك في ديجوره

أعزز عل بليث غاب للهدى
يخلو الشرى من زوره وزئيره

أعزز علي بان أراه مغيبا
عن محفل متشرف بحضوره

لهفي على تلك الأنامل إنها
مذ غيبت غاض الندى ببحوره

ولقد أتى من كنت تجري رسمه
فضع العلامة منك في منشوره

ولقد أتى من كنت تكشف كربه
فارفع ظلامته بنصر عشيره

ولقد أتى من كنت تؤمن سربه
وقع له بالأمن من محذوره

ولقد أتى من كنت تؤثر قربه
فأدم له التقريب في تقريره

والجيش قد ركب الغداة لعرضه
فاركب لتبصره أوان عبوره

أنت الذي أحييت شرع محمد
وقضيت بعد وفاته بنشوره

كم قد أقمت من الشريعة معلما
هو منذ غبت معرض لدثوره

ولبست رضوان المهيمن ساحبا
أذيال سندس خزه وحريره

وسكنت عليين في فردوسه
حلف المسرة ظافرا بأجوره