عَراني الزّمَانُ بأحداثِهِ - كشاجم

عَراني الزّمَانُ بأحداثِهِ
فبعضاً أطَقْتُ وبعضٌ فَدَحْ

وعندي فَجَائِعُ للنّائباتِ
ولا كَفَجِيعَتِهَا بالقَدَحْ

وعاءُ المُدَامِ وتَاجُ النّدامِ
وَمُرْبي السرورَ ومُفضِي الفَرَحْ

ومعرضُ راحٍ متى نَكْسُهُ
ويستودِع السرَّ مِنهُ يَبُحْ

وجسمٌ هو الماءُ إنْ لَمْ يَكُنْ
يُرى كالهَواءِ بكفٍّ سَنَحْ

يردُّ على الشّخصِ تمثالَهُ
وإنْ تتَّخِذْهُ مِرَاة ً صَلُحْ

ورَقَّ فَلو حَلَّ في كفّة ٍ
ولا شيءٍ في أختِهَ مارَجَحْ

يكادُ عَلَى الماءِ إنْ مَسْهُ
لِما فيهِ مِنْ شَكْلِهِ يَنْفَسِحْ

هَوَى في أناملَ مجدولة ٍ
فيا عجباً لِلطيفٍ زَرَحْ

وأفقَدَنِيهِ على ضِنّة ٍ
بهِ للزمانِ غريمٌ مَلِحْ

كأنَّ لهُ ناظراً يُنْتَقَى
فما يتعمّدُ غيرَ المُلَحْ

أقلّبُ ما أبقَتِ الحادِثَا
تُ مِنْهُ وفي العَيْنِ دَمْعٌ يَسُحْ

وقد قَدَحَ الوَجْدُ منّي بهِ
على القلبِ من نارِه ما قَدَحْ

وأعجَبُ مِنْ زَمنٍ مانِحٍ
وآخرَ يسلُبُ تلكَ المِنَحْ

فلا تبعدنَّ فَكَمْ مِنْ حَشاً
عليكَ كليمٍ وقلبٍ قُرِحْ

سيقفرُ بَعْدَكَ رَسْمُ الغبوقِ
وتوحِشُ منكَ مَغَاني الصَّبُحْ