مصرع الفجر - الصوارمي خالد سعد

قد رأيتُ الفجرَ في ساحةِ دارى ..
لم يكنْ إلا صريعاً ..!
حَولَهُ الليلُ ينوحْ .
كانتِ الانجمُ ظناً . لا يَبُوحْ
فهى رقمٌ قد تناءى ..
وهي لَمعٌ لا يلُوحْ .
فهي في مأتمِ نارٍ حولَ دارى
ورأَيتُ الفجرَ في بيتى تهاوَى ..
لم يكن الا صريعاً ..!
غارقاً في بِركة من أُرجوانِ ..!
كان صمتاً لا يُعانى
حولَه الأيامُ تبكى
حولَهُ كُلُّ المعاني
تَندُبُ الضَوءَ الطريحْ ..
ثَكَلتْ فيه بَهاءً صامِتاً عند الضريحْ.
×××××
قَد تَداعَى الفجرُ هَمسَا ..
واجفاً في فمِ زَهرٍ جَفَّ أَمسا
لم يكن إلا صريعاً.
حولَهُ سُحبٌ تجلتْ ..
مثلُ فَيضٍ من أنينٍ .. وَتَولَّتْ..
كَعُواءِ المتثائِبْ !
ورأيتُ الفجرَ في النزعِ الأخيرْ .
كانَ في نَعشٍ مُعَصفَرْ ..
كان في ثوبِ الحريرْ.
×××××
وَتَداعَى ساعةَ الموتِ الضحى
وَبَكى حينَ رأى حزنَ السَحَرْ .
جاءتِ الريحُ تُعزِّى.
تَرتَدِى ثَوبَ حِدَادٍ قد تعرَّى ..
في انتحاباتِ القَمَرْ ..
وسَمِعتُ الشَفَقَ الصامِتَ يروى ..
لطُيورِ الجوِّ أسبَابَ الوفَاةْ
قالَ : إن الفجرَ في الجوِّ تعثَّرْ !
حَدَّقَتْ فيه ذُكاءٌ فتحدَّرْ .
وَهَوَى للأرضِ من أَعلى السماءْ
×××××
أَشرقَتْ شَمسُ مسائى مِنْ تَوَابِيتِ الوَداعْ
قدْ دَنا الإشراقُ مِنْ تِلك التِّلاعْ
ناعِياً فَجراً تغشَّاهُ اندِثَارُ
ورأيتُ الفجرَ في القبرِ مُسَجَّىً
حَولَهُ عِطرٌ وَدَفقٌ من شُعَاعْ
تَحتَهُ رَمسٌ وماضٍ لم نَعِشْهُ.
فَوقَهُ الأحلامُ تُفنيها عُصاراتُ الضياعْ
كانَ في ساحَةِ دارى ..
لم يكن إلا صريعا ..!