لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ - كشاجم

لا وَجُفونٍ يَنْفُثْنَ في العُقَدِ
وحُسنِ ثَغْرٍ يلوحُ كالبَرَدِ

والأَهيفِ المستعار من غُصُنِ الـ
ـبانَة ذي الآنْثناءِ والغَيَدِ

زمانُ لهوٍ مَضَى وكانَ وَقَدْ
بينَ الأَثاف والقِدْرِ والوَتَدِ

جانَبَ سِقْطَ اللَوى سُقوطُ

ولا سَقَى الغيثُ دَارَ ميّة َ والعليا
ءَ نَجْلاً بذاكَ فالسّنَدِ

أحسَنُ مِنْ وقفة ٍ على طللٍ
قَفْرٍ وذكرِ العَرَابة ِ الأجُدِ

كأسُ مدامٍ جَلا المديرُلها
أمَّ الليالي وحدّة َ الأَبَدِ

نشرَبُها شعلة ً بلا لَهَبٍ
ونجتَلِيها رُوحاً بلا جَسدِ

هل أَحدٌ نالَ مثلَ لذّتِنا
بديرِ مرّانَ ليلة َ الأحَدِ

ياطِيبَ يومي بهِ وامسِ ويا
حُسْنَ غدي بعده وبعدَ غَدِ

جداولُ فوقَ جدولٍ صَخِبٍ
وبانة ٌ فيهِ والغيَّ بالرّشَدِ

سُقياً لِما حَوَى حارثٌ ولِمَا
خُصَّ بهِ من محاسنٍ جُدُدِ

قلتُ لهُ وابنُهُ يطوفُ بها
عَمّركَ فينا عمارة َ البلَدِ

بابنِكَ ذا في جمالِ صورتهِ
صرتَ أَبا الظّبي لا أَبا الأَسَدِ

بوركتَ من والدٍ وبُوركَ يا
حارثَ عبدَ المسيحِ من ولَدِ

هاتِ اسقٍنيها صِرْفاً فإنْ سَفَكَتْ
دمي فما لي عليكَ مِنْ قوَدِ

والشربُ من يأنفنَ على رَشَإِ الـ
ـرملة ِ حُسناً وظِبْيَة ِ الجَدَدِ

ورافعُ الصوتِ بالغناءِ بها
يؤنسُ دُونَ التّقاءِ من أحَدِ

زمانُ لهوٍ مَضَى وكانض وَقَدْ
فارقتُهُ عن أغنَّ مُنْتَقدِ