المّ خَطْبٌ فادحُ الإلمامِ - كشاجم

المّ خَطْبٌ فادحُ الإلمامِ
من الخطوبِ الجلّة العِظَامِ

والعينُ تذري الدّمعَ بانسجامِ
مقرووحة أجفانُها دَوَامي

مفجوعة ٌ بلذّة ِ المَنَامِ
والوَجْدُ في الأحشاء ذو اضِطرَامِ

لَّما خَبَا نَجْمُ بني بَسْطَامِ
على المعالي وعلى الأنامِ

والعلَمُ المُولى على الإعلامِ
والسيّدُ ابن السيَّدِ القمقامِ

وجمعُ الفيء على الإمامِ
ومعملُ السّيوفِ للأقلامِ

فالحلّ والعقدُ بلا تَمامِ
والآمرُ والنّهْيُ بلا نظامِ

والنّور في اللآفاقِ كالظّلامِ
والثّغْرُ مثغورٌ لغيرِ حَامِ

يشكو إلى السّنانِ والصَّمصَامِ
فقد أتى قاسمة الهمامِ

كالمالِ للعافينَ والأَيَتامِ
للهِ ما غُيْبتَ في الرّجامِ

وَضُمّنَ التابوتُ من حسامِ
عَضْبٍ وجيشٍ جحفلٍ كهامِ

وقمرٍ لليلة ِ التّمامِ
وبحرِ جودٍ بالنّوالِ طامي

وحججِ الديوانِ والأحكامِ
وفارسِ ومصر الشّآمِ

أمْ مَنْ يَرُدّ الخَصْمَ بالإفحامِ
بفاصلٍ يشفي من السّقامِ

غالُ الرّدى كِنَانة ُ الإسلامِ
وأقدَمُ الموت على الأقدامِ

فاستأثرَ الحِمامُ بالحِمامِ
والدّهرُ للأَخيارِ ذو اخترامِ

يبدأ بالكاهلِ والسّنامِ
فاسْلَمْ أبا عيسى على الأَيَّامِ

فأنْتَ نِعْمَ خَلفُ الأَقوامِ
منَ الخؤولِ الغرِّ والأعمامِ

وَحَسْبُنَا أنتَ مِنَ الكِرَامِ