أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا - كشاجم
أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا
وتحكَّموا في ذاكَ واشتطّوا
أمَّا تَرَحُّلُهُمْ فأعقلُهُ
خبراً فأينَ تراهُمْ حَطْوا
سارُوا ولَمْ أعلمْ بسيرِهِمُ
حتّى رأيتُ جِمَالَهُمْ تمطَو
وَغَدَتْ بهم تخطوا وأحسبَهُا
أسفاً على أكبادِهَا تخطُو
كَمْ في هوادجهِنَّ مِنْ قَمَرٍ
يَعْدُو على الأَلبابِ أَو يَسْطو
ومقَّبلٍ تبدو مَضَاحِكُهُ
فكأنَّما يبدو لها سِمْطُ
ومرجّلٍ بالمسكِ يعبقُ من
ريّاه حينَ يمسُّهُ المشْطُ
ومثقّلِ الأَردافِ يَثْقُلُ عن
أردافِهِ ونهودِهِ المِرْطُ
وتضمّنَتْ أستارُها لُعَباً
بيضاً زَهَاهَا الخَلْقُ لا الخَرْطُ
فيهنَّ آنسة ٌ كَلفْتُ بها
كالظبية ِ الأَدماءِ إذْ تعطُو
تُلوى أَنامِلُهَا على حَرَجٍ
ويحثُّها أطرافها السّبْطُ
كالطّفلِ إِلاَّ أَنَّهُ رجلٌ
تصبو إلى نغمَاته الشمطُ
ضِدَّانِ منثورٌ وملتقطٌ
فترحلوا وتَنَزّلَ الوَخْطُ
أخذوا العزاءَ وزوّدُوكَ أسًى
شتّانَ ما أَخذوا وما أعطوا
ومذكّراتِ الريّ هنّ لنا
في المعتنين كلامكَ شرطُ
فسقى ديارَهُمُ محلّلة َ الأ
خلافِ ليس يحلّها رَبْطُ
لي من أبي بكرٍ أخٌ ثِقة ٌ
لم أسَتِربْ بإخائِه قَطُّ
مَاحَالَ في قربٍ ولا بعدٍ
سِيَّانِ فيهِ الثوبُ والشّطُّ
جسمانِ والروحانِ واحدة ٌ
كالنقطتينِ حواهما خَطُّ
فإذا افتقَرْتُ فلي به جدَة ٌ
وإذا اغتربتُ فلي بهِ رَهطُ
ذاكِرْهُ اَو حَاوِلْهُ مختبراً
تَرَ مِنْهُ بحراً ما لهُ شَطُّ
في نعمة ٍ منه جليتُ بها
لا الشَّنْفُ يبلُغُها ولا القُرْطُ
وَبِبَدْلَة ٍ بيضاءَ ضافية ٍ
مثلِ الملاءَة ِ حَاكَها القُبْطُ
متذلّلُ مغنَاهُ متمّمة ٌ
ونتاجُ مغنى غيرِه سَقْطُ
وجنانُ آدابٍ مثمرة ٌ
ما شَانَهَا أَثْلٌ ولا خَمْطُ
وتواضُعٌ يزدادُ فيهِ عُلاً
والحَرُّ يعلُوا حينَ ينحَطُّ
وإذا امرؤٌ شيبَتْ خلائِقٌهٌ
غدراً فما في وُدّهِ خَلْطُ