مقتل الصمت - نبيلة الخطيب

سأنحرُ صمتي
لأجل الذين
يظنون صمتي احتجابا
وأطلقُ للبوح صوتي
الذي كان في غصّة البال ذابا
فيالومَهم…
أغرقتني فيوضُكْ
ويا وُدّهم… نلتَ مني عتابا
وما بتّ أدري
أيعتذرُ الجرحُ
عن نزفه؟!
أينشغلُ القلبُ
عن نبضه؟!
وهل يُنكرُ النبعُ
ما طرّز الروضَ من فيضه؟!
وماذا بوُسعي..
إذا موّهَ الظلّ لوني فغابا؟!
وماذا بوُسعي..
إذا فرّ من جعبة النومِ
سهمُ انتباهٍ فصابا؟!
ومن ذا يَصُدّ هجومَ السماءِ
إذا قادت الريحُ
فيها السحابا؟!
دعوني إذن..
أنحني فوقَ حنظلةٍ في دمي
وأشتفّ منها رحيق الجراح
إذا عَضّني الوجدُ
والبينُ فيه انكسارْ
وأغدو أفتّشُ
في بؤبؤ الليلِ
عن مُقلةٍ من نهارْ
سأنحرُ صمتي
فداءً لكل الكلام البهي
أذوّبُ روحي
بأنّات همسٍ شجيّ
بحثتُ طويلاً
وإذ لم أجدني..
غفوتُ طويلاً على ضفة العمر
بين الثواني
لماذا يخبّئني
الشوقُ فيكم
فتخفونَ عني مكاني؟!
وصبّارة القلب
ضاربة في مداي
أصبّ لها الروحَ تسمقْ
وينغرسُ الشوكُ فيَّ
فيا وهج الجرح
فطَّرْتَ جوَافة الصدر
أقطفُ باكورة الصبر
أُطعمُ كل الذين
يمرّون بالبال
من صفوة الفجرِ
أُرشِفُ مَن غصَّ بالآهِ
أتلو على شهقة الروحِ
تعويذةً من حنين
فتشدو الصباحاتُ للطيبين
تعالَوا إليَّ..
استقِلّوا المساءَ
الذي كان يوماً نديّا
تعالوا ورُدّوا فلولاً من الذكرياتِ
يطاردها العمرُ
بين وهاد الحياةِ
تعالوا نردّ الرماديَّ عنا
فقد بعثرَ الوقتَ فينا يبابا
وما كان فجراً
ولم يكُ ليلاً
ولكنه كان..
عند اختلاط الخيوط
ضبابا.