هذا الصَّباحُ فما الّذي - كشاجم

هذا الصَّباحُ فما الّذي
بصبوحِ لو بك تنتَظرْ

نَبْهْ أَبا بَكْرٍ وَنَا
دِ أَخا السماعِ أَبَا عُمَرْ

وادْعُ المَلِيحَة َ تَأْتِنَا
قمراً لها يَحكي القَمَرْ

في حجرِهَا من عُودِها
سكّيت ينطقه الوترْ

كالطّفلِ إِلاَّ أَنَّهُ
من عَرْعَرٍ لا مِنْ بَشَرْ

في فِتية ٍ لَهُمُ الصَّبَا
حَة ُ والفَصَاحَة ُ والخَطَرْ

ما بينَ شعرٍ أو غِنَا
ءِ أَو حَديثٍ أَو سَمَرْ

متفيّئينَ منَ التّذا
كُرِ والتّقَاسُمِ في زَهَرْ

وكأَنَّ مَنْ نَاجَاهُمُ
في دفترِ الحُسْنِ نَظَرْ

وأحَب أوقاتِ النّعيـ
ـمِ إِليَّ أَوقاتُ السَّحَرْ

هيَ عُذْرَة ُ اللّذاّتِ واللّـ
ـذّاتُ أطيبُهَا العذُرْ

فاشْرَبْ نَعِمْتَ وأَسْقِهَا
صِرفاً ندَاهكَ الغُرَرْ

وإذا أَدِيرَتْ نُخبة ٌ
وَمَضَى السّرورُ بِمَنْ يَسُرْ

فأمْلِ الكُؤُوسَ ونادِهِمْ
هَلْ فِكُمُ مِنَ مُدّكَرْ

وتَغَنَّ مُرْتَجِلاً تُجِبْـ
ـكَ بِدَلّها ذاتُ الخَفَرْ

خُذْ منْ زَمانِكَ ما صفا
وَدَعِ الذي فيهِ الكَدَرْ

فالدَّهْرُ أَقصرُ من مُعَا
تبة ِ الزَّمانِ على الغِيَرْ