حَبَّذَا الزَّائرُ في وقتِ السّحَرْ - كشاجم
حَبَّذَا الزَّائرُ في وقتِ السّحَرْ
                                                                            فَشَكَرْنَا ذَاكَ من فشعْلِ السّكَرْ
                                                                    قادَهُ السّكْرُ إلى أَحْبَابِهِ
                                                                            فَسكَرْنا ذاكَ من بعدِ الشّكَرْ
                                                                    واعتنَقْنَا مِنْهُ غُصْناً نَاعِماً
                                                                            ينثي بينَ قضيبٍ وَقَمَرْ
                                                                    وتَغَنَى لِيَ صوتاً مطرباً
                                                                            لو تغنّاهُ لِمَيْتٍ لنشرْ
                                                                    شجرَ الأُتْرُجِّ سُقِّيتَ المَطَرْ
                                                                            كَمْ لنا عندكَ من يومٍ أَغَرْ
                                                                    يَومَ أَبصَرْتُ غُرَاباً واقعاً
                                                                            شَرُّنا طَارَ على شرِّ الشّجَرْ
                                                                    وَتَعَلّقْتُ بفَضْلَيْ بُرْدِهِ
                                                                            فتغنّى لي وقد كانَ عَثَرْ
                                                                    وإذَا ما عَثَرَتْ في مِرطِهَا
                                                                            عَثَرَتْ بِاسْمِي وَقَالَتْ يَا عُمَرْ
                                                                    قلتُ لا تُخبِرْ بسرّي أَحداً
                                                                            فتغنّى لي وَهَل يَخْفَى القَمَرْ
                                                                    قُلْتُ ينآني وقد فَارَقَني
                                                                            فتثَنَّى بدَلالٍ وخَفَرْ
                                                                    ليتَ من أَهْوَى رَآني سَاهِراً
                                                                            أَنْضَحُ الأرضَ بمسفوحٍ دُرَرْ
                                                                    ذاكَ إنسَانٌ فعَرّضْتُ لهُ
                                                                            لمعاناة ِ همومٍ وَفِكَرْ
                                                                    لَستُ أَدري كلّما ميّزتْ ما
                                                                            لِيَ فيهِ مِنْ سَمَاعٍ وَنَظَرْ
                                                                    اَيَّمَا أَوَرُ حَظَّيَّ بهِ
                                                                            حَظُّ سمعي فيهِ أَمْ حَظُّ البَصَرْ
                                                                    غيرَ أنِّي أفقدُ العيشَ إذَا
                                                                            غابَ عَن عَينِي وأحيَا إنْ حَضَرْ