يا مُعرِضاً عنّي بوجهٍ مدبرٍ - كشاجم

يا مُعرِضاً عنّي بوجهٍ مدبرٍ
ووجُوهُ دنياهُ عليهِ مُقْبلَهْ

هل بَعدَ حالكَ هذهِ من حالة ٍ
أو غاية ٍ هي لانحِطَاطِ المنزِلَهْ

أَوَ ما عَلمْتَ بأّنَّ أَحوالَ الفتى
كالغيِّ في أحوالِهِ المُتَنَقّلَهْ

ساعٍ إلى النقصانِ يُسرعُ حُبّه
عجلانُ يقطَعُ كلّ يومٍ مَرْحَلَهْ

النّاسُ أكفاءٌ ولكنْ فَاتهمْ
بالفضلِ مأمولٌ أصاخَ مؤمّلَهْ

ومياهُ أوجُههِمْ سواءٌ كلّها
إلاَّ الذي يُعنى بسوءِ المسْأَلَهْ

فاجعَلْ لنا حظّاً من الحالِ التي
عمّا قليلٍ منكَ تغدو أرمَلَهْ

لا تستبدَّ بما مَنَحْتَ فإنَّما
هي فلتة ٌ أو عادة متحوّلَهْ

لسنا نُجَشّمُكَ النّوالَ فإنّهُ
متجسّمٌ أعبَاؤُهُ مستثقِلَهْ

لمن نَسُومُكَ بَذْلَ جاهِكَ فاحبُنَا
منهُ فإنّ زكاتَهُ أن تبذُلَهْ

وافتحَ بَنَنَكَ حيثُ أمكَنَ فَتْحُهَا
بالمكرماتِ ولا تَدعْها مقفَلَهْ

كم من يدٍ ندمتْ على إِمساكِهَا
في شُغْلها لمّا غَدَتْ متعطّلَهْ

لا يَقْلِيَنَّكَ شُكرُنا وثَنَاؤُنا
فتعضَّ من نَدَمٍ عليهِ الأَنملَهْ