دَاوِ خَمّاري بكأسِ خمرِ - كشاجم

دَاوِ خَمّاري بكأسِ خمرِ
وأَحْيِ سُكّرَ الهوى بِسُكْرِ

وَرَوِّقِ المَزْجَ ذَوْبَ دُرِّ
وشعِشعَ الرّاحَ ذَوْبَ تِبْرِ

مدامة ٌ عُتّقَتْ فجاءَتْ
كلمعِ بَرْقٍ وضوءِ فَجءرِ

رقّتْ فكانَتْ كماءِ ديني
وماءِ وَجهِي وماءِ شِعْرِي

لا تُفْنِ عُمْرَ الزّمانِ إلاَّ
ما بينَ قلاّية ٍ وَقمرِي

يا دير مرَّانَ كَمْ غَزَالٍ
فيكَ وكمْ جنّة ٍ وَزَهْرِ

فَكَمْ تَطَرّبْتُ مُسْتَهاماً
إِليكَ إذْ عِيلَ فيكَ صبري

وفي يميني شمالُ شَمْسٍ
وفي شَمَالي يَمينُ بَدْرِ

حَكَتْ أكُفُّ الرّياحِ ليلاً
بروضة ٍ خَيْطَ كلِّ قَطْرِ

كأَنَّ دُولاَبها مُحِبٌّ
يحنّ والدَّمْعُ منهُ يجري

ثُمَّ تحلَّتْ ضُحى ً وأبدَتْ
عرائساً مِنْ حلى ً وَزَهْرِ

فالنَّوْرُ والظّلُّ في رُبَاهُ
ما بينَ نظمٍ وبينَ نَثْرِ

كالدَّمْعِ قد حارَ في خدودٍ
مِنْ حُمُرٍ ورديَّة ٍ وصُفْرِ

ورُبَّ يومٍ قطعتُ فيهِ
عظيمَ قدرٍ جَليلَ ذِكْرِ

أحسَنُ من يومِ مهرجانٍ
ويومِ اَضحى ً ويومِ فِطْرِ

أتبعتُ إثْمَ الهوى بإثمٍ
فيهِ ووزْرَ الصّبا بوِزْرِ

بين شقيقٍ صقيلِ خَدٍّ
وأقحوانٍ نقيّ ثَغْرِ

وابنِ دَلالٍ إذا تَثَنَّى
راَيتَ عذراءَ بنتَ خِدْرِْ

يديرُ ألفاظَهُ بحذقٍ
فينا وأَلْحَاظَه بِسِحْرِ

فلستُ آبى وَلو سَقُونِي
على أغانيهِ نِيلَ مصرِ

ما تَرَكتْ لي المُدامُ همّاً
يَضِيقُ عنهُ وَسيعُ صَدْرِي

إن هيَ إلاَّ نجومُ سَعدٍ
على أكُفِّ الأنامِ تجري