الرّندُ في زمن العُرُج - الطيب برير يوسف

قَالَتْ...
- وكانَ الرَّنْدُ فِي عَيْنَيَّ مِسْرَجَةً
- بطُولِ الدّرِب...
- للأطْيَافِ فِي زَمَنِ العُرُوجْ-
((نَادِمْ صَفَايَ))
وهَوَّمَتْ
قِمَمَاً تَنَادت للسَّوامَقِ...
والبُرُوجْ
الحُزْنُ يأَكْلُ مَعْطَفِي..
وشِتَاءُ قَلْبِيَ
حَائِل’’ دُونَ الوُلُوجْ
كَيْفَ العُروجُ؟
بِرَبّكُمْ لَوْ كَانَتَ الشُّرُفَاتُ
علّمْنَ المَدَى
كُنْهَ الوُثَوب على مَطِياتِ السُّرُوجْ
ضَبْحَاً تُسَافِرُ عَادِيَاتُ الحُبِّ
في قَفْرِ السِّنينِ
تَلاحُقَاً
وتَحُفُّهَا مُهَجُ المُرُوجْ
وتُلَقِّحُ التِّيْجَانَ
مَنْ سَكَنَتْ عُرُوشَ الوَهْمِ
صَدَّتْ كَائِنَ الإحْسَاسِ ،
لَوْ يَنْمُو لريش الجَوِّ
ما صَدَّت مِنَ التَّحْليقِ
أَبْوابُ الخُرُوجْ
نَضَحَتْ هَوَاهَا
كَانَ قِنْدِيْلاً بِزَيْت الصِّدْقْ
مُذْ عَرَفَتْ عُيُونُ البَرْقِ..
صَادِقَةَ المُزُونْ
عَلِّمْ هُتَافَكَ مِقْوَدَ التَّأوِيلِ
لَوْ تَلِدُ اللَّيالي
ما بِجَوْف النَّاى
من خَبَىءِ اللُّحُونْ
((الرَّنْدُ)) تَوْقِيع’’ لِطَاقَةِ بَعْثِنَا للشَّىء
والأشْيَاءُ فِي زَمَنِ التَّداعي
تَسْتَحِيلُ إلى ظُنُونْ
حَتْماً تَكُونُ لأجْلِنَا...
مَن بثّتِ الإصْبَاحَ
في اللّيلاتِ
نَادَتْ بِالْمَواهِبِ... والفُنُون
لَوْلاكَ يارَنْدَ التَّواصُلِ..
امَّحِى...
رَقَماً بِذَاكِرَة التَّلاشِي...
يَسْتَحِي
إنْ جَوَّلتْ باللَّخطِ هَاتِكَ العُيُونْ
أَشْتَاقُ لِلْمَبْعُوثِ فِينَا
حَلَّ فِي جِسْمِ الكُرَاتِ
رَشَّ إكْسِيرَاً من الإعْجَازِ
دَوَّنَ ما يَكُونْ
أَشْتَاقُ للآتِينَ فِي عَيْنيكَ...
يَا رَنْدَاً
يُشَكِّلُ مِن دَمِى رَنْداً..
بِلَوْنِ الرِّقَةِ
المُسْجَاة في قَلْبٍ حَنُونْ
أَوَّاهُ يَا بَعْثَاً...
يُمَزّقُ حَائِلَ الوَهْمِ الكَثِيفِ
يُدْهْدِهُ اللات طُرّاً
ثُمَّ يُشْعِلَ شَمْعَةَ التَّأصِيْلِ
والإدَراكِ
في زَمنِ الجُنُونْ
كَيْفَ اصْطَفَيْتَ الفَوْحَ...
مِسْعَاةً لِصَوْنِ السِّرِّ...
لَوْ تَدْرِي عُيُونُ السِّرِّ
مَا عَلِقَتْ بِبَابِ البَوْح
لاحَتْ من مَحَاذِيرِ الغُيُوبْ
أهْوَاكَ..
لا بُعْدَاً يُرَقّمُ خَطْوَةً
ثَقُلَت بِدَرْبِ الضّدِّ
للسَّاعين ضَرْباً
في خَطَاطِيفِ الهُرُوبْ
أهْواَكَ...
مُنْذُ مَطَّيةَ السُّواحِ فِي قَلْبِي تَعَصَّتْ
لَوْ تَنَادَى...
- غَيْرُ وَجْهِكَ - لِلُوثُوبْ
أهْوَاكَ...
لا أَدْرِي بأيِّ مَسَارِحٍ
قَامَتْ خُطَاكَ تَشُدُّني لِلْعُمْقِ
تَمسَحُ طِلَّ تابُوتِ الشُحُوبْ
أَهْوَاكَ...
كَمْ أَهْوى
ومُتَسِع’’ فَضَائِي لِلْحَديثِ الهَمْسَ
للصُّوفِيِّ..يَأتي
لَو يَبيعُ الحُبَّ للشّاكِيْنض
من سُجَفِ الغُيُوبْ
أَرْتَادُ خَطَّ الصِّدْقِ...
زَاوِيَةَ الصَّفا...
وأَحُجُّ لِلمَروَاتِ
مَنْ صَدَقَنْ وُرُودَ العِشْقِ
في طَيِّ الوُجُوب
تِلْكَ الَّتي فِيكَ الخَصَاصةُ
يا جَمِيلُ.. وَهَبْتَها
وذَخِرْتَهُ عَبَقُ اللُّحيظَاتِ الطَّرُوبْ
حَتْماً جْلِكَ...
تَسْتَفِيقُ مَوَاهِبي
وأشُقُّ دَارَ التِّيهِ
أصْرَخُ فِي المَدَى.
يَا رَنْدُ...
كُنْ دَرْبَ العُرُوجِ لِقلْبِنَا...
كَيْمَا يَصُوغَ الحُبُّ...
تَارِيخَ الشُّعُوب.
________
يناير 1993