مُصطفى.. الوترُ الشّفيفُ المُصطفى - الطيب برير يوسف

تزْهُــو الحُــرُوفْ
لكيفَ تحتملُ الإشارات
الحُروفْ
إزّينتْ في حزنها
أو ..
كيفما رغمتْ أنوفْ
تمضى ..
إلى حيثُ الغناءُ قضيّةٌ
والشّعرُ أغنية الألوفْ
يا سيّـدَ الأوتارِ
والصّوت الّـذى
هزمَ المُحالَ
و كلّ أسياجِ الظُّــروفْ
دالتْ دولةُ التّدجينِ
و الغبنِ المُعبئِ
فى استمالاتِ الحُـتوفْ
هيا انشبي
يا دولةَ التبريحِ فينا
كلّ أنيابِ التباعُدِ
وانشبي
أظفارَ مخلبكِ الوضيعِ
وقطّــعي أوصال
دانية الحُــروفْ
* * *
يسّــاءلُ الآتونَ منك
لتّــوِهمْ
من مثلهم ؟
كانوا
و كانوا مِلأَ أسماعِ الجمالِ
و كلّ طائفةٍ تطوفْ
يا سمعُ
أرهفْ سمعكَ
المنسوجَ من حزنِ النّبيلِ
المُصطفي
يا مُصطفي
القلبُ أنبتَ ما زرعتَ
فكيف غابتْ أغنياتٌ منك
فى قلبٍ هَــفا
إصعدْ
كما صعدَ الخليلُ بعزّةٍ
نحو الذى
سمّاكَ فى المنفي
غريباً
ثُـمّ أهْـداكَ الوفَـــا
أىْ مصطفي
قلْ ..
مالَ صوتي خافتٌ
لا يَرتقى حُـزْني
و يعرجُ للحنينْ
كلّ الذين تحبّــهمْ
صَعدوا إليكَ
لتَّــوِهمْ
لم يترُكوا غيرَ الأنينْ
قدرٌ غناؤُكَ
أنْ يكونَ ملاذهمْ
شرفُ القصيدةِ
أن يصونَ بقاءَها
وتـــرٌ أمينْ
وترُ الشفيفِ المصطفي
* * *
يا مصطفي
صكّتْ عجوزُ تناغُمي
و رمتْ
بحرفِ العقمِ منّي
يا ولدْ
للّه زرعُ مشاعري
فرحاً
و مَا هوانا ..
سِـوى البلدْ
أمــدُّ قلبي للسّلامِ
مصافحاً قلباً جَـلدْ
يمتــدُّ صوتكَ نابتاً
خبزاً
و ماءً
للذين نحبّــهمْ
جُبـلوا على هذا الكَـَـبدْ
يمتــدُّ منك مقاصلاً
و مشانقاً
للضـــدِّ
في أبــدِ الأبـــدْ
* * *
يا مصطفي
أبكي على حرفٍ أبَي
ما لاحقَ الحرفُ المقاماتِ
الكُــتُوفْ
قد حتّــمَ الظّـــرفُ الظُّــروفْ
بل أحكم الوضعُ الظُّـــروفْ
لو هَــدّني
مثلَ الذى هـــدَّ الجبالَ
وصاغني ســرُّ التّــصوّفِ
ما اهتديتُ إلى حُروفْ
تُــوفيكَ حزنكَ للسّــــــنابلِ
حين تبذُرها بصوتكَ
فى الجـــروفْ
* * *
أستجمعُ الآن الحروفَ
ألملم الصّوتَ الجريحْ
وقفوا على شطِّ الوداعِ
دموعهم ..
فى قبضة الأمل الذّبيــحْ
لو كان يملكُ أن يكون فداءكم
لرأيتهم ..
كُلٌّ خلاصٌ
فى عذاباتِ المسيحْ
العينُ ما وسعتْ
تضيقُ
إذا ترى وطناً
يضيقُ بنعشكَ المحمُولِ
فى القــولِ الصّريحْ
يمشونَ خلفَ كلامهمْ
الخطوُ خطوُ العجزِ
فى الزّمنِ الكسيحْ
لو كان ينفعُ
إنّما
لو حتّــم الظّــرفُ الظُّــروفْ
هل يقدرُ الحرفُ
الوقوفْ
لو هَــدّني
مثلَ الذى هـــدَّ الجبالَ
وصاغني ســرُّ التّــصوّفِ
ما اهتديتُ إلى حُروفْ
تُــوفيكَ حزنكَ للسّــــــنابلِ
حين تبذُرها بصوتكَ
فى الجـــروفْ
يا مصطفي
فليهــزم الله التّــمنّي
حين يعجزنا التّمنّي
رغـــبةً في ..
كنتُ .. لوْ !!
هذا أوان الفجرِ
طيَّ خلاصهمْ
الصّــوتُ صوتُكَ
ليس سهوْ
صوتٌ شفيفُ الحسِّ
يصنعُ منتدى
أنت الذى صنعَ المقاماتِ .. القمرْ
إذْ كنت في سمرِ العنادلِ ..
مُبتدا
حتّــامَ تمنعُكَ الصّــوالينُ
الخــبرْ
يرتاحُ في دمكَ الذّكيّ
لهـــاثنا
يرتاحُ من هذا الضجرْ
نرنو هناكَ
لرايةٍ غرقتْ
و يرتفعُ العــــــويلْ
تبدو كما لو كنتَ
تُعلنُ
أو تغني ..
مقطعـــاً للحزنِ
من أسفِ الرحيلْ
تبدو كما لو قلتَ ليْ :
هـــدأَ الهــديلْ
يا أيّها الولدُ الدّليلْ
كيف اســـطعتَ ..
تهدئةَ الهديلْ
لو هززتَ حبالَ أجراسِ الغناءِ
منــبّهاً
هلْ يمنعُ الجرسُ
الصهيلْ
* * *
يا مصطفي
يا واقفاً أقصي حدودَ الصّبرِ
أشهى من غناءِ الصّــدقِ
في هذى الحـــياةْ
يا ضــوعَ تجــوالِ الحنينِ
على البيوتِ الساكناتْ
يا مِسْكَ آلاءِ الحروفِ
على نضالِ الأغنياتْ
ألـــقاكَ ..
في صدقِ الحروفِ
وفي شفيفِ الذّكرياتْ
في الغــناءِ الصدقِ
في طرق التّــمترسِ
و الثــباتْ
أو صِبـــا لحنٍ ..
تلامعَ
في قصيدِ العارفاتْ
ألـــــقاكَ ..
لا خورٌ يُكبّـــلُني
و لا .. حرفٌ فـــتاتْ