ما أمكن قولُهُ .. عبر البُرُوقْ - الطيب برير يوسف

وهْمــاً حسبتٌ البرقَ يلمعُ
كيْ يُعـــلّمَ شاردَ المطرِ ..
الإيابْ
بتّــنا نحقّنُ في السحابِ
بركعتينِ
تلاحـــقاً
أنْ قد نفـــخنا
في رئاتِ الريحِ
فوحَ دعائنا
إمّا أجابْ
مثلما حظُّ الرياح الآن
سَــوقُ سحابنا
أيجئُ بعضُ مخاضها
ظــنٌّ ..
تقطّــعَ في متاهاتِ الغيابْ
* * *
قولوا له
هذا المُحــدِّثِ بالفجعيةِ
بينَ حلقِ الأرضِ
بهوَ سمائنا
وعــدٌ
تأخــــــرَّ
أو تلكأَ في أمانيهِ العِـــذابْ
فالنّــيلُ يسحبُ شاطئيهِ
و لم نزلْ نُهدي لهُ
كلَّ الحسانِ
من القصائدِ
زهــوها .. ريقٌ
يبلّلُ حلقَ أغنيةِ السّحــــابْ
* * *
إخفضْ عُــيونَكَ
ليس فوق السُّحبِ
سطركَ
إنّما في الأرضِ سطرٌ
طيّـــهُ معناً
كتابْ
فاتلُ علىَّ
قصيدةَ الزرعِ
احتفاءً
يخرجُ الإحساسُ شطئاً
من مساماتِ الترابْ
إخفضْ عيونكَ
قد شرحنا صدرك
الموبوءَ بالتّخمينِ
إحقاقاً
فتحنا كلّ عينٍ فيكَ
نافذةً
و بابْ
* * *
أيُّ المراصدِ
- غير وجهكِ -
صار مرآةً
تَلـــفّتُ بين ..
مُــدَّخَلِ الحضورِ
و حالةِ العدمِ .. الغياب
أيُّ المراصدِ
غيرَ عينكَ –
أطفأتْ إنسانها
فقأتْ بذاتِ القصدِ
عين مدارنا
فلكَ النّـــوازعِ .. والعذابْ
لا شئَ - بعد الآن – يرصدُ
غيرَ هذا الوقتِ
يركضُ في فضـــاءٍ
يقتفى أثرَ السرابْ
هذى ..
بدايةُ كوننا كنّا
قديماً
شارعاً يفضي إلى وهــمٍ
و يمعنُ في الغيابْ
كمْ منزلٍ كنّا نُعِــــدُّ
لكيْ تجيئَ مراصدُ الإحساس
وفقَ مطيّةَ الحُجُبِ الكثيفةِ
حسبما قد كانَ
في السِّــــفْرِ المُـــهابْ
فإذا الذي طيَّ الغيومِ ..
تــــوهُّمٌ
مثل الذي خلف الغيومِ ..
توقّـــــعٌ ...
حــــدْسٌ ..
سرابْ ..
و إذا الذي شقّت عصاكَ
تجاوزاً
قبــوٌ
تصايحَ في مداخله الخرابْ
* * *
ها أنت تعرفُ إنّهمْ
نكأوا جراحكَ
و استفزّوا صوتك المبحوحَ
يأبى
لمْ يَهُـــنْ
من ذا يقولُ بإنّهم ..
طمسوا عيونك بالدّموعِ
و أسلموكَ لحالةٍ
ألماً تئنْ
لا شئَ يُنسيكَ الجراحَ
الآنَ حرّكْ من لدنكَ حُوارها
أبداً تحنْ
لمعُ البروق الآنَ باتَ
مُحرّكاً ناقوسنا
في كلّ إرصادٍ .. يرّنْ
هـــذا ، ..
و إن زعموا
بأنّ الأمر فيك
غوايةَ الحَدْسِ الهبـــاءِ
فإنّمـــأ ..
بدءُ الحقيقةِ
محضُ ظــنْ
فاكتب – لوقتك -
هذه الآفاقُ يسرجها الذي
زرعَ الغمام
و جاءَ في الإحساسِ .. مُـــزْنْ
قد جاءَ
في صدر الغمامةِ :
إنّه ..
( أنْ لو صدقتم حالةَ الإحساسِ ..
حتما لا أضـــنْ )