حَنينُ العَــوْد - الطيب برير يوسف

إلى الموؤُدة حلفا .. في حزنها الصامت
و أنينها المكبوت
***
حَنينُ العَــوْد
أوَ تَـبْنِ بيتَكَ
و لنقُلْ قَـبْراً
يُماثلُ قُدرةَ المِعمارِ
في فهمِ الغُرابْ
إنّي قددّتُ القلبَ نافذةٍ
عجيبٌ أمرُ قَلبي
إذْ يَري لَوْنــاً
بِمُفردِهِ
يُشكّلُ لوحةً
خُتمتْ بتوقيعٍ ..
خَــرابْ
لكَ النّــيلُ الّذي
قد شقَّ باديةً
يُسارعُ للشّمالِ
الآنَ غرّقــنَا المَدينةَ
ويْحَها ( حَلْفَا )
و ليسَ بغيرِها للنّـيلِ
بَابْ
هيَ إنْ تَكن أثَـراً
فللتّاريخِ سَطْرٌ
لمْ يزلْ ينْـزُو صَديداً
عَــزِّهَا
فالجُرحُ يَعرفهُ المُصابْ
أسفاً على دفٍّ يئنُ
مآذنٍ نَاحَتْ
و موجٍ قامَ في فرحٍ يسُــوحُ
و هَكذا
فالماءُ يُعْجبهُ التُّـرابْ
كُلُّ القُــبُورِ
تدثّرتْ أكفانُهَا بنويْحِها
يعلُو العويلُ مرارةً
ثُـمّ الصّدى كان الجَوابْ
لمْ يتركُوا غيرَ الأسَى
دمعاتِ من حَفظوا
حنينَ العَـوْدِ
من هذا الغِيابْ
خُطَبٌ
تفرّخُ لجنةً
أو لجنةٌ أُخرى
تبشّرُ بالجنانِ
يُظلّها زَهْــــوُ السّحابْ
لا السّمعُ أدركَ من بُكاءِكَ شهقــةً
لا العينُ تُبصرُ
ما تنشّـرَ من ضَبابْ
حَـرِجَاً يُطِلُّ
مُهَرْطِقاً
لا تعتذِرْ
قد بَانَ عُــريُكَ تُـقيةً
هَا فَاسْـتَتَرْ
سيّانِ
بعضُ العُرْيِ
تَفضحُهُ الثّـيابْ